الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2768 2926 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله " . [مسلم : 2922 - فتح: 6 \ 103]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "تقاتلون اليهود حتى يختبي أحدهم وراء الحجر ، فيقول : يا عبد الله ، هذا يهودي ورائي فاقتله " .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله " .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              المراد بقوله : "تقاتلون اليهود " : إذا نزل عيسى ، فإن المسلمين معه واليهود مع الدجال . وفيه ظهور الآيات بحكم الجهاد وما شاكله عند نزول عيسى الذي يستأصل الدجال واليهود معه .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : دليل على بقاء دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ودعوته بعد نزول عيسى ابن مريم ، لقوله : "تقاتلون " ولا يكونون مخاطبين بالقتال إلا وهم على دينهم لجواز علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الذين يقاتلون الدجال غير من يخاطب

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 664 ] بالحضرة ، ولكن خاطب من بالحضرة لمجيء من بعدهم على مذهبهم ، وهذا في كتاب الله كثير ، خاطب من بالحضرة مما يلزم الغائبين الذين لم يخلقوا بعد .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : جواز مخاطبة من لا يسمع الخطاب ومخاطبة من قد يجوز منه الاستماع يوما ما .

                                                                                                                                                                                                                              وقول الحجر يحتمل أن يكون حقيقة وينطقه الله بذلك ، ويحتمل أن يكون مجازا ; لأنه لا يبقى (منهم ) أحد ، وهذا يكون عند نزول عيسى ، كما سلف .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية