الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 53 ) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، ح ، وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ، ثنا محمد بن عزيز الأيلي ، ثنا سلامة بن روح ، عن عقيل ، أخبرني محمد بن مسلم ، أن محمود بن الربيع الأنصاري ، أخبره أن عتبان بن مالك ، وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني قد أنكرت بصري وإني أصلي بقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي بيني وبينهم ، فلم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم ، فوددت يا رسول الله أن تصلي في مصلى أتخذه مصلى ، فقال [ ص: 32 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سأفعل إن شاء الله " فقال عتبان : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر حيث ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ، قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ " فأشرت إلى ناحية البيت ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر ، فقمنا فصففنا ، فصلينا ركعتين ، ثم اجتمع في البيت ذو عدد ، فقال قائل : أين مالك بن الدخيشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقل ذلك ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ " قال : الله أعلم ، إنا نرى وجهه ونصحته إلى المنافقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن الله قد حرم النار على من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " قال محمد : " ثم سألت الحصين بن محمد وهو أحد بني سالم من سراتهم عن حديث محمود ، فصدقه " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية