الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1321 ) مسألة : قال ( ومن دخل والإمام يخطب ، لم يجلس حتى يركع ركعتين ، يوجز فيهما ) وبهذا قال الحسن ، وابن عيينة ، ومكحول ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وابن المنذر ، وقال شريح ، وابن سيرين ، والنخعي ، وقتادة ، والثوري ، ومالك ، والليث ، وأبو حنيفة ، يجلس ، ويكره له أن يركع ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال { للذي جاء يتخطى رقاب الناس : اجلس ، فقد آذيت وأنيت } . رواه ابن ماجه

                                                                                                                                            ولأن الركوع يشغله عن استماع الخطبة ، فكره ، كركوع غير الداخل . [ ص: 84 ]

                                                                                                                                            ولنا ما روى جابر ، قال : { جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس ، فقال : صليت يا فلان ؟ قال : لا ، قال : قم ، فاركع }

                                                                                                                                            وفي رواية : { فصل ركعتين } متفق عليه ولمسلم ، قال : ثم قال : { إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما } وهذا نص .

                                                                                                                                            ولأنه دخل المسجد في غير وقت النهي عن الصلاة ، فسن له الركوع ; لقول النبي : صلى الله عليه وسلم { إذا دخل أحدكم المسجد ، فلا يجلس حتى يركع ركعتين } متفق عليه . وحديثهم قضية في عين ، يحتمل أن يكون الموضع يضيق عن الصلاة ، أو يكون في آخر الخطبة ، بحيث لو تشاغل بالصلاة فاتته تكبيرة الإحرام ، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالجلوس ، ليكف أذاه عن الناس ، لتخطيه إياهم

                                                                                                                                            فإن كان دخوله في آخر الخطبة ، بحيث إذا تشاغل بالركوع فاته أول الصلاة ، لم يستحب له التشاغل بالركوع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية