الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
32- شيخ شيوخنا ابن عبد الحق السنباطي :

[ ص: 778 ] هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي
الفقيه المؤلف الشافعي له نظم ونثر وله تآليف حسنة من ذلك نظمه الذي جمع فيه سبعة عشرة علما . أخذ عن جماعة كالمرصفي وغيره لقيته بمصر سنة 986 هـ ست وثمانين وتسعمائة من الهجرة وقرأت عليه شيئا من منظومته المذكورة وأجاز لي كل ما يحمل ، وتوفي سنة 999 هـ تسع وتسعين وتسعمائة والله أعلم ، ا هـ بلفظه .

هذا ما ذكره العلامة أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي في كتابه " ذيل وفيات الأعيان " المسمى " درة الحجال في أسماء الرجال " الجزء الأول ص 168 تحت رقم 201 .

وجاء في معجم المؤلفين لكحالة الجزء الأول ص 149 ما نصه : أحمد السنباطي 000 - 995 هـ - 000 - 1586 م هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي المصري الشافعي " شهاب الدين " عالم مشارك في أنواع من العلوم ، من تصانيفه : " توضيح على رسالة المارديني في العمل بالربع المجيب ، شرح البسملة للشيخ زكريا الأنصاري ، وروضة الفهوم بنظم نقاية العلوم للسيوطي ، ثم شرحه وسماه " فتح الحي القيوم بشرح روضة الفهوم " ، إظهار الأسرار الخطية في حل الرسالة الجيبية ، شرح القصيدة الهمزية في المدائح النبوية " ا هـ .

أقول : ولم يذكر المترجمون له ذكرا لشرحه على الشاطبية فيما وقفت عليه علما بأنه شرح مشهور في عالم المخطوطات في جل الجهات وهو شرح نفيس أجاد فيه وأفاد وقد انتفعت به كثيرا وبمكتبتي منه ثلاث نسخ خطية ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد وهو من رجال إسنادي في جميع إجازاتي في القراءات وهي أكثر من تسع إجازات والحمد لله .

هذا : والمترجم له معدود في رجال المشيختين مشيخة القاهرة ومشيخة الجامع الأحمدي بمدينة طنطا بمصر ، والحمد لله قد ظفرت رجال هاتين [ ص: 779 ] المشيختين في إجازتي المذكورة آنفا ، والله أسأل أن يرزقني الأدب مع هؤلاء الرجال وأن لا يحرمني من بركاتهم وبركات أمثالهم وأن يجعلنا جميعا في مستقر رحمته ، آمين .

قلت : وقد ترجم الشيخ نجم الدين الغزي للمترجم له في كتابه " الكواكب السائر بأعيان المائة العاشرة " كما ترجم لوالده وجده أيضا .

فأما ترجمة المترجم له هنا ففي الجزء الثالث ص (117) ، وأما ترجمة والده الشيخ أحمد بن عبد الحق السنباطي ففي الجزء الثاني ص (111) وقد ترجم له ترجمة واسعة وأفاد أنه توفي في أواخر شهر صفر سنة 950 هـ خمسين وتسعمائة من الهجرة .

وأما ترجمة جده العلامة الكبير الشيخ عبد الحق بن محمد السنباطي ففي الجزء الأول ص (221) وهي ترجمة واسعة أفاد فيها أنه توفي بمكة المشرفة ليلة الجمعة غرة رمضان المبارك سنة 931 هـ إحدى وثلاثين وتسعمائة من الهجرة ، وقد جاوز التسعين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة عند باب الكعبة بإمامة ولده العلامة الشيخ أحمد والد المترجم له رحم الله الجميع ورحمنا معهم بفضله وكرمه آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية