الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما [164]

                                                                                                                                                                                                                                        الأصل: (لما) حذفت الألف؛ لأنه استفهام، وقيل: ما حرف خفض، فإذا أوقفت في غير القرآن قلت: (لمه) الهاء لبيان الحركة (قالوا معذرة إلى ربكم) وقرأ عيسى وطلحة (معذرة) بالنصب، ونصبه عند الكسائي من [ ص: 158 ] جهتين:

                                                                                                                                                                                                                                        إحداهما أنه مصدر، والأخرى أن التقدير: فعلنا ذلك معذرة، وقد فرق سيبويه بين الرفع والنصب وبين أن الرفع الاختيار، فقال: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليمسوا عليه، ولكنهم قيل لهم: لم تعظون فقالوا: موعظتنا معذرة.

                                                                                                                                                                                                                                        ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا يريد اعتذارا لنصب، وهذا من دقائق سيبويه - رحمه الله - ولطائفه التي لا يلحق فيها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية