الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          2835 \ 77 - نا أبو بكر أحمد بن نصر بن سندويه البندار حبشون ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كاتبت بريرة على نفسها بتسع أواق ، كل سنة أوقية ، فجاءت إلى عائشة تستعينها ، فقالت عائشة : لا ولكن إن شئت عددت لهم ما لهم عدة واحدة ، ويكون الولاء لي ، فذهبت بريرة إلى أهلها ، فذكرت ذلك لهم فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم ، فجاءت عائشة ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسارتها بما قالت لهم فقالت عائشة : لا إذن إلا أن يكون الولاء لي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وما ذاك ؟ فقالت : يا رسول الله ، أتتني بريرة تستعينني في مكاتبتها ، فقلت : لا ؛ إن شاء أهلك أن أعد لهم مالهم عدة واحدة ويكون الولاء لي ، فذهبت إليهم ، فقالوا : لا إلا أن يكون الولاء لنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ابتاعيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء ؛ فإن الولاء لمن أعتق " فاشتريتها فأعتقتها ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى ؛ تعلموا بأن من اشترط شرطا ليس في كتاب الله تعالى فإن الشرط باطل ، وإن كان مائة شرط ، قضاء الله أحق ، وشرط الله أوثق ، ما بال رجال منكم يقولون : أعتق فلانا والولاء لي ، إنما الولاء لمن أعتق " . قالت : وكان زوجها عبدا ، فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختارت نفسها ولو كان حرا لم يخيرها .

                                                          [ ص: 599 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية