الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 18 ] ولما كانت الوكالة لا تكون إلا فيما يعجز، وكان الأمر بها مشيرا [إلى -] أنه لا بد أن يكون [عن -] هذا القول الثقيل خطوب طوال وزلازل وأهوال، قال: واصبر وأشار إلى عظمة الصبر بتعديته بحرف الاستعلاء فقال: على ما وخفف الأمر بالإشارة إلى أنهم لا يصلون إلى غير الأذى بالقول، [وعظمه -] باستمرارهم عليه فقال: يقولون أي المخالفون المفهومون من الوكالة من مدافعتهم الحق بالباطل في حق الله وحقك.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت مجانبة البغيض إلا عند الاضطرار مما يخفف من أذاه قال: واهجرهم أي أعرض عنهم جهارا دافعا للهرج مهما أمكن هجرا جميلا بأن تعاشرهم بظاهرك وتباينهم بسرك وخاطرك، فلا تخالطهم إلا فيما أمرك الله به على ما حده لك من دعائهم إليه سبحانه ومن موافاتهم في أفراحهم وأحزانهم فتؤدي حقوقهم ولا تطالبهم بحقوقك لا تصريحا ولا تلويحا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية