الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 1051 ) حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنا يحيى بن أيوب ، ثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في أثرها ، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، وألقت ما في بطنها وهريقت دما فتحملت ، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية : نحن أحق بها ، وكانت تحت ابنهم أبي العاص ، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة وكانت تقول لها هند هذا في سبب أبيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة : " ألا تنطلق فتجيء بزينب " فقال : بلى يا رسول الله قال : " فخذ خاتمي فأعطها إياه " فانطلق زيد فلم يزل يتلطف فلقي راعيا فقال : لمن ترعى ؟ فقال : لأبي العاص فقال : لمن هذه الغنم فقال : لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ثم قال : هل لك في أن أعطيك شيئا تعطيها إياه ولا تذكره لأحد ؟ قال : نعم ، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته فقالت : [ ص: 432 ] من أعطاك هذا ، قال رجل : قالت : فأين تركته ؟ قال : بمكان كذا وكذا فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها : اركبي بين يدي على بعيره ، قالت : لا ولكن اركب أنت بين يدي فركب وركبت وراءه حتى أتت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هي خير بناتي أصيبت في " فبلغ ذلك علي بن حسين فانطلق إلى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك أنك تحدثه تنقص فيه حق فاطمة ؟ فقال عروة : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب ، وإني أنتقص لفاطمة حقا هو لها ، وأما بعد ذلك إني لا أحدث به أبدا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية