الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      قتل ابن نبيح الهذلي

                                                                                      ابن لهيعة : حدثنا أبو الأسود ، عن عروة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن نبيح الهذلي ثم اللحياني ليقتله وهو بعرنة وادي مكة .

                                                                                      وقال محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عبد الله بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه ، قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه بلغني أن ابن نبيح الهذلي يجمع الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة ، فأته فاقتله . قلت : يا رسول الله انعته لي حتى [ ص: 17 ] أعرفه . قال : آية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة . فخرجت متوشحا سيفي ، حتى دفعت إليه في ظعن يرتاد لهن منزلا وقت العصر . فلما رأيته وجدت له ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة . فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي إيماء . فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاء لذلك . قال : أجل نحن في ذلك . فمشيت معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف فقتلته ، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه .

                                                                                      فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أفلح الوجه . قلت : قد قتلته يا رسول الله . قال : صدقت . ثم قام بي فدخل بي بيته فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه عندك . فخرجت بها على الناس . فقالوا : ما هذه العصا ؟ فقلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمرني أن أمسكها عندي . قالوا : أفلا ترجع فتسأله فرجعت فسألته : لم أعطيتنيها يا رسول الله ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ . قال : فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه ، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ، فدفنا جميعا .


                                                                                      رواه عبد الوارث بن سعيد ، عن ابن إسحاق ، فقال : إلى خالد بن سفيان الهذلي .

                                                                                      وقال موسى بن عقبة : بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سفيان بن عبد الله بن أبي نبيح الهذلي ، والله أعلم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية