الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا سهل بن عاصم ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن عقبة ، قال : حدثني عبد الرحمن بن طالوت ، قال : حدثني مهاجر الأسدي ، عن وهب بن منبه ، قال : مر عيسى ابن مريم بقرية قد مات أهلها ، إنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها ، فقام صلوات الله عليه ينظر إليها ساعة ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : مات هؤلاء بعذاب الله ، ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا متفرقين ، قال : ثم ناداهم عيسى : يا أهل القرية ، قال : فأجابه مجيب : لبيك يا روح الله ، فقال : ما كانت جنايتكم ؟ قال : عبادة الطاغوت وحب الدنيا . قال : وما كانت عبادتكم الطاغوت ؟ قال : الطاعة لأهل معاصي الله . قال : فما كان حبكم للدنيا ؟ قال : كحبي الصبي لأمه ، كنا إذا أقبلت فرحنا ، وإذا أدبرت حزنا ، مع أمل بعيد وإدبار عن طاعة الله تعالى وإقبال في سخط الله عز وجل ، قال : فكيف كان شأنكم ؟ قال : بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في هاوية ، قال عيسى : وما الهاوية ؟ قال : سجين . قال : وما سجين ؟ قال : جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها ، قال : فما بال أصحابك لا يتكلمون ؟ قال : لا يستطيعون أن يتكلموا ، قال عيسى : وكيف ذاك ؟ قال : هم ملجمون بلجام من نار ، قال : فكيف كلمتني أنت من بينهم ؟ قال : إني قد كنت فيهم ولم أكن على حالهم ، فلما جاء البلاء عمني معهم ، وأنا معلق بشعرة في الهاوية [ ص: 62 ] لا أدري أأكردس في النار أم أنجو ؟ فقال عيسى عليه السلام : بحق أقول لكم : لأكل خبز الشعير وشرب ماء القراح والنوم على المزابل مع الكلاب ، لكثير مع عافية الدنيا والآخرة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية