الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      فلما أن جاء البشير وهو يهوذا ألقاه أي: ألقى البشير القميص على وجهه أي: وجه يعقوب ، أو ألقاه يعقوب على وجه نفسه فارتد عاد بصيرا لما انتعش فيه من القوة قال ألم أقل لكم يعني قوله: "إني لأجد ريح يوسف " فالخطاب لمن كان عنده بكنعان، أو قوله: "ولا تيأسوا من روح الله" فالخطاب لبنيه وهو الأنسب بقوله: إني أعلم من الله ما لا تعلمون [ ص: 306 ] فإن مدار النهي المذكور إنما هو العلم الذي أوتي يعقوب من جهة الله سبحانه، وعلى هذا يجوز أن يكون هذا مقول القول، أي: ألم أقل لكم حين أرسلتكم إلى مصر وأمرتكم بالتحسس ونهيتكم عن اليأس من روح الله تعالى: (وأعلم من الله ما لا تعلمون) من حياة يوسف عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      روي أنه سأل البشير كيف يوسف؟ فقال: هو ملك مصر ، قال: ما أصنع بالملك؟ على أي دين تركته؟ قال: على دين الإسلام، قال: الآن تمت النعمة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية