الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        295 265 م - والذي يرويه القعنبي ، وابن بكير ، وأبو مصعب ، ومطرف ، وابن القاسم ، وسائر رواة " الموطأ " ، عن مالك في هذا الباب ، عن سمي مولى [ ص: 334 ] أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " بينما رجل يمشي بطريق إذ وجد غصن شوك على الطريق فأخره ، فشكر الله له فغفر له " .

                                                                                                                        وقال : " الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله ، وقال : " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا "
                                                                                                                        .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        7097 - وكلهم يروي في " الموطأ " ، عن مالك في باب النداء بهذا الإسناد قوله : " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول . . . " إلى آخر الحديث ، كما رواه يحيى .

                                                                                                                        7098 - وسقط ليحيى من هذا الباب قوله في الحديث : " ولو يعلم الناس ما في النداء ، إلى قوله : لأتوهما ولو حبوا " .

                                                                                                                        7099 - ورواه في باب النداء وهذا اللفظ الآخر هو الذي ينبغي أن يكون في هذا الباب ، لا قصة الرجل الذي وجد غصن شوك بالطريق ، والخبر عن الشهداء .

                                                                                                                        7100 - وهي ثلاثة أحاديث ، وقد جعلها بعض رواة أبي هريرة أربعة .

                                                                                                                        7101 - فالذي ينبغي أن يكون منها في هذا الباب قوله : " ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا " ولم يقع ليحيى في هذا الباب .

                                                                                                                        7102 - وقد ذكره في باب النداء مع قوله : " ولو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول " على ما مضى في باب النداء .

                                                                                                                        [ ص: 335 ] 7103 - وفي هذا الحديث من الفقه الإعلام بأن نزع الأذى من الطريق من أعمال البر ، وأن أعمال البر تكفر السيئات ، وتوجب الغفران ، وتكسب الحسنات .

                                                                                                                        7104 - وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى من الطريق " ما يشهد لما قلنا .

                                                                                                                        7105 - وقد أوضحنا هذا المعنى في " التمهيد " والحمد لله .

                                                                                                                        7106 - وأما قوله : " الشهداء خمسة " . فهكذا جاء في هذا الحديث .

                                                                                                                        7107 - وقد جاء في غيره : " الشهداء سبعة " . على ما في كتاب الجنائز من " " الموطأ " " .

                                                                                                                        7108 - وقد مضى القول في النداء وفضله ، وحكم الاستهام على الصف الأول في باب النداء من هذا الكتاب .

                                                                                                                        7109 - ويأتي في كتاب الجنائز القول في المبطون والغرق والمطعون ، وسائر من ذكر معهم إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                        7110 - وأما قوله في هذا الحديث : " لو يعلمون ما في العتمة والصبح " ففيه جواز تسمية العشاء بالعتمة .

                                                                                                                        7111 - وهو معارض لحديث أبي سلمة ، عن ابن عمر ، عن النبي أنه [ ص: 336 ] قال : " لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم هذه ، إنما هي العشاء ، وإنما يسمونها العتمة لأنهم يعتمون بالإبل " .

                                                                                                                        7112 - وإسناد هذا الحديث ليس له من الطرق ما للأحاديث في تسمية العشاء بالعتمة .

                                                                                                                        7113 - فجائز بالكتاب والسنة أن تسمى بالاسمين جميعا ، ولا أعلم خلافا - اليوم - بين فقهاء الأمصار في ذلك .

                                                                                                                        7114 - وقد ذكرنا في " التمهيد " حديث هشام بن عروة ، عن عائشة ، عن النبي ، قال : " حوسب رجل فلم يوجد له من الخير إلا غصن شوك نحاه عن الطريق ، فغفر له " تفسير لحديث سمي .

                                                                                                                        7115 - وذكرنا أيضا في ذلك حديث أبي ذر عن النبي ، قال : " وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق صدقة " في حديث ذكرناه هناك بتمامه .




                                                                                                                        الخدمات العلمية