الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زيت ]

                                                          زيت : ابن سيده : الزيت معروف ، عصارة الزيتون . والزيتون : شجر معروف ، والزيت : دهنه ، واحدته زيتونة ، هذا في قول من جعله فعلوتا ؛ قال ابن جني : هو مثال فائت ، ومن العجب أن يفوت الكتاب ، وهو في القرآن العزيز ، وعلى أفواه الناس ، قال الله عز وجل : والتين والزيتون ؛ قال : ابن عباس : هو تينكم هذا ، وزيتونكم هذا . قال الفراء : يقال : إنهما مسجدان بالشام ؛ أحدهما : الذي كلم الله تعالى عنده موسى ، عليه السلام ، وقيل : الزيتون جبال الشام . ويقال : للشجرة نفسها زيتونة ، ولثمرتها زيتونة ، والجمع : الزيتون ، وللدهن الذي يستخرج منه : زيت ويقال : للذي يبيع الزيت : زيات ، وللذي يعتصره : زيات . وقال أبو حنيفة : الزيتون من العضاه . قال الأصمعي : حدثني عبد الملك بن صالح بن علي قال : تبقى الزيتونة ثلاثة آلاف سنة . قال : وكل زيتونة بفلسطين من غرس أمم قبل الروم ، يقال لهم : اليونانيون . وزت الثريد والطعام أزيته زيتا ، فهو مزيت ، على النقص ، ومزيوت ، على التمام : عملته بالزيت ، قال الفرزدق في النقصان يهجو ذا الأهدام :


                                                          ولم أر سواقين غبرا ، كساقة يسوقون أعدالا ، يدل بعيره     جاؤوا بعير لم تكن يمنية
                                                          [ ص: 86 ] ولا حنطة الشأم المزيت خميرها



                                                          هكذا أنشده أبو علي والرواية :


                                                          أتتهم بعير لم تكن هجرية



                                                          لأنه لما أراد أن ينفي عن عير جعفر أن تجلب إليهم تمرا أو حنطة ، إنما ساقت إليهم السلاح والرجال فقتلوهم ؛ ألا تراه يقول قبل هذا :


                                                          ولم يأت عير قبلها بالذي أتت     به جعفرا ، يوم الهضيبات ، عيرها
                                                          أتتهم بعمرو ، والدهيم ، وتسعة     وعشرين أعدالا ، تميل أيورها ؟



                                                          أي لم تكن هذه الأعدال التي حملتها العير من ثياب اليمن ، ولا من حنطة الشام . ومعنى يدل : يذهب سنامه لثقل حمله . اللحياني : زت الخبز والفتوت لتته بزيت . وزت رأسي ورأس فلان : دهنته بالزيت . وازت به : ادهنت . وزت القوم : جعلت أديمهم الزيت . وزيتهم إذا زودتهم الزيت . وزات القوم يزيتهم زيتا : أطعمهم الزيت ؛ هذه رواية عن اللحياني . وأزاتوا : كثر عندهم الزيت ، عنه أيضا ، قال : وكذلك كل شيء من هذا إذا أردت أطعمتهم ، أو وهبت لهم ، قلته : فعلتهم ، وإذا أردت أن ذلك قد كثر عندهم ، قلت : قد أفعلوا . وازدات فلان إذا ادهن بالزيت ، وهو مزدات ؛ وتصغيره بتمامه : مزيتيت . وجاؤوا يستزيتون أي يستوهبون الزيت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية