الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال الشافعي ) : رحمه الله تعالى : قلت له ما تقول في مسلم ، أو ذمي سلخ جلود ميتة ليدبغها فحرق تلك الجلود عليه قبل الدباغ مسلم ، أو ذمي ؟ قال لا ضمان عليه قلت ولم ، وقد تدبغ فتصير تسوى مالا كثيرا ويحل بيعها قال ; لأنها حرقت في وقت فلما أتلفت في الوقت الذي ليست فيه حلالا لم أضمنها قلت ، والخنزير شر ، أو هذه ؟ قال ، بل الخنزير قلت فظلم المسلم ، والمعاهد أعظم أم ظلم المعاهد وحده ؟ قال ، بل ظلم المسلم ، والمعاهد معا قلت : [ ص: 35 ] فلا فما أسمعك إلا ظلمت المسلم ، والمعاهد ، أو أحدهما حين لم تقض للمسلم بثمن الأهب ، وقد تصير حلالا وهي الساعة له مال لو غصبه إياها إنسان لم تحل له ، وكان عليك ردها إليه وظلمت المعاهد حين لم تضمن ثمن أهبه وثمن ميتته ، أو ظلمته حين أعطيته ثمن الحرام من الخمر ، والخنزير ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : ولهذا كتاب طويل هذا مختصر منه وفيما كتبنا بيان مما لم نكتب إن شاء الله تعالى

التالي السابق


الخدمات العلمية