الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تأخذ قروضاً ربوية دون علمي، فكيف أتصرف معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي: ماذا أفعل مع زوجة كانت تكذب علي طوال 3 سنوات، بأن من يعيننا على بعض الظروف هي أختها، واكتشفت بأن كل هذا من قروض ربوية، فهل أطلقها؟

علماً بأن لي 6 أطفال، واكتشفت بأنها كانت تخرج من ورائي، وتقابل ذكوراً في صناديق الاقتراضات، ووصل الحد معي أنني فقدت أعصابي، وطردتها من بيتي، واعتدى علي أبناء أخواتها، وأنا أحاول أن أمسك نفسي عن الطلاق لوجه الله، ومن أجل أبنائي، وحتى لا أشتت عائلتي بسبب حبها للمال والظهور.

علماً بأن وضعها مرتاح أمام مثيلاتها من النساء، قد تكون ظروفي سيئة، ولكن ما فعلته معي كان بالكذب والبهتان والتلاعب علي، فماذا أفعل؟ هل أتزوج عليها؟ انصحوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما سألت عنه -أخي الكريم-:
اعلم -بارك الله فيك- أن القرآن الكريم رغب في إمساك الزوجة المكروهة من زوجها، والصبر عليها إبقاء على الأسرة، وحرصاً على استمرارها، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) (النساء:19).

أما الزوجة المطيعة الموافقة، فلا وجه لإيذائها بالفرقة، والطلاق، مع عدم الحاجة إليه، إلا أن يكون ضرباً من البغي عليها، ولا سيما إذا كانت ذات أولاد منه، وقد قال تعالى في شأن الناشزات من الزوجات: (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً) (النساء:34)، إذا كان البغي منهياً عنه، ولو على المرأة الناشز؛ ما دامت قد عادت إلى حظيرة الطاعة والموافقة، فكيف بالنساء الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
(إن الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قدر الحاجة، كما ثبت في الصحيح عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن إبليس ينصب عرشه على البحر، ويبعث سراياه، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتيه الشيطان فيقول: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: أنت أنت! ويلتزمه").

وعليه -أخي الكريم-:
فإننا نوصيك أن تمسك على زوجك قدر المستطاع، حفاظاً على أولادك، ويمكنك الاستعانة بعد الله بما يلي:

أولاً: يمكنك تحصين زوجتك من الكذب وأكل الحرام والتعامل مع الربا إذا قوي إيمانها، وحسن تدينها، لذا نتمنى عليك أن تعمق النظرة الدينية عندها، ويمكنك أخذها بصور مستمرة إلى المراكز الإسلامية، وأن تبحث لها عن صديقات مسلمات متدينات صالحات لتتعرف هي عليهن، ويكون ذلك منك بصورة غير مباشرة.

ثانياً: اجتهد أن تتحاور معها، وأن تستمع إليها، وأن تناقشها، فكثير من الأمور تجد طريقها إلى الحل عن طريق التفاهم.

ثالثاً: اجتهد عند احتدام الخلاف أن تدخل بعض الوسطاء ممن يتمتعون بالدين والعقل والقبول لديك ولديها.

رابعاً: اجتهد في الدعاء إلى الله عز وجل أن يهدي زوجتك، وأن ييسر لكما الحياة، ولا تنس أن أولادك أمانة في عنقك.

نتمنى أن تستشير شيخاً عاملاً عندك في مدينتك، فيما تريد أن تقدم عليه، ونسأل الله التوفيق والسداد لكما.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ابومحمد

    بارك الله لكم ردكم الكريم ولاتنسونا من دعائكم بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً