الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تبدي احترامًا لي عند حدوث أي خلاف!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

علماءنا الكرام: أنا متزوج منذ سنة تقريباً من فتاة صالحة أحسبها كذلك، لكن عند كلامي معها تتكلم معي بطريقة غير لائقة وكأنني طفل، وتنسى الاحترام المتبادل بيننا، وعند النقاش بعد حدوث مشكلة ما، تتكلم معي بنفس الأسلوب المستفز، ولا تبدي أي احترام للعلاقة المتبادلة بيننا، مع أنني حاولت بشتى الطرق أن أشرح لها ضرورة الاحترام في العلاقة الزوجية، وأن رسولنا عليه الصلاة والسلام أوصانا بذلك، وأن أمهاتنا أمهات المؤمنين يجب أن نتخذهن قدوة لنا بتعاملنا مع أزواجنا، وأن رضا الزوج بطاعة الله أمر واجب، وهي تعترف بذلك لكن في الواقع تنسى كل هذا الكلام وتنجر خلف عواطفها!

أنا من طبعي عند الغضب أنني أصمت وأكظم الغيظ ولا أتكلم إلا نادراً، وهذا أيضاً شيء يزعجها، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نرحب بك أشد الترحيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

وبخصوص ما ذكرت في سؤالك، فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

1- إننا نحمد الله إليك أن رزقك هذه الزوجة الصالحة، وهذا من توفيق الله لك، كما نحمد الله أن المشكلة القائمة بينكما هي في إطار الحل، فليست من المشاكل الخطرة، ولا من المشاكل المستبعد الوصول إلى حلول لها، وهذا مما نحمد الله عليه.

2- دعنا نؤكد على قاعدة: الحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل، فلا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، والعاقل من لا يجعل من الأخطاء الجزئية كليات كبرى، بل يضع الخطأ في إطاره الطبيعي، ثم يحدد العلاج له، مع تذكره قبل العلاج وأثناء العلاج وبعده على مزايا الزوجة وحسناتها، حتى لا يضخم الشيطان تلك الهنات الصغيرة، وينسيك عن عمد فضلها، وقد نبهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، أو قال "غيره". وهذا ضابط لمن أراد الحياة السعيدة المتزنة.

3- المشكلة التي تعاني منها لها عدة أبعاد:
- تصورك أن زوجتك تعاملك كطفل، وقد يكون كلامك صحيحاً، وقد يكون خطأً، وقد يكون مبالغاً فيه، الشاهد أن هذا الإحساس الذي وصلك قد يكون أحد هذه الثلاثة.
-هذه الطريقة من الزوجة قد تكون مقصودة نظراً لصمتك وشدة غضبها، وقد يكون غير مقصود بل طبيعتها، وقد تكون غير منتبهة أثناء الحديث لهذا الأسلوب.

4- المشكلة والحمد لله عارضة، وتحدث عند النقاش أو الغضب، ولذا ننصحك بما يلي:
- الاتفاق بينكما على معرفة مسائل الاختلاف التي تغضبك أو تغضب زوجتك، والاجتهاد في الابتعاد عنها.
- الاتفاق على آلية لإدارة الخلاف عند حدوث مشكلة، على أن تؤسسا لقواعد حاكمة خلاصتها ما يلي:
أ- ليس المهم من المخطئ، وإنما الأهم أين الصواب ومعالجة الخطأ.
ب- لا تخرج المشكلة في بدايتها من بينكما.
ج- أن يستمع كل طرف إلى الآخر بدون مقاطعة حتى ينتهي من شرح وجهة نظره كاملة.
د- تجنب تصيد الأخطاء سيما إذا كانت غير مقصودة.

فإن تيسر الحال واستوعبتما المشكلة فالحمد لله، وإن صعب عليكما ذلك، فيمكن ساعتها أن تستشيرا بعض أهل الفضل ممن تتفقان عليه.

5- الحديث عن القدوات الصالحات أمر جيد وجميل، فإذا أضفنا إلى ذلك الحديث عن القدوات الصالحة من الرجال، وعن طريقة معاملة النبي وأصحابه لزوجاتهم، وكيفية تحملهم، والصبر عليهم، لكان ذلك أوفق.

6- زوجتك والحمد لله متدينة، استثمر هذا التدين في بيتك، اجعل فيه مكاناً مخصصاً للصلاة، اتفقا معاً على ورد ثابت للقراءة، حافظوا على الأذكار الصباحية والمسائية، وكذلك المحافظة على قراءة سورة البقرة ليلاً أو الاستماع إليها.

نوصيك بما مر ذكره، مع الصبر والتحدث معها بود، على أن تخبرها بما يميزها قبل أن تخبرها بما يعيبها، فهذا أروح لها وأسعد وأقدر على تقبل الانتقاد، كما أن احترام عقلها وعدم تسفيه كلامها مما يعين على الاستقرار.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصلح ما بينكما فيما يرضي الله.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً