الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقاوم الكسل؟

السؤال

عندما أريد تعلم مهارة جديدة لإيجاد عمل، كلما أفتح فيديو أتعلم منه أو أقرأ كتاباً، أحس بكسل ونعاس وعدم استيعاب، مع أني أكون قبل ذلك في يقظة تامة، أريد أن أتعلم أو أقرأ القرآن أو الرقية فأتكاسل، وحين أفتح المصحف أو الكتاب أو الفيديو التعليمي أنام، حتى مع القرآن والرقية الشرعية، وأحس بكسل، ويأتي النوم، وبعد إغلاق القرآن قد لا يأتي النوم.

أحس بالكسل والنوم وأريد حلاً للموضوع، لأني محتاج أن أحافظ على القرآن والرقية والصلاة، وأتعلم المهارات في أسرع وقت كي أجد وظيفة.

أخبروني بحل أعمله، لأني لا أعرف كيف أسيطر على عقلي، وأجعله يستوعب، ويترك الكسل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يصرف عنك ما ألم بك، وأن يسترك فوق الأرض وتحتها، وأن يجنبك الكسل إنه جواد كريم.

الأخت الفاضلة: ما تتحدثين عنه من كسل ونعاس عند إرادة عمل أو قراءة كتاب أو القيام لعبادة، هو أحد أدوات الشيطان لصرف ابن آدم عن الخير، والإنسان بطبعه كسول عن أي أمر فيه مشقة، ولو كانت يسيرة عليه، بل أي أمر فيه تكليف وإن لم يكن فيه مشقة، يجده لمجرد التكليف شاقاً عليه، إذا أضفت إلى الاثنين -الشيطان، وطبيعة الإنسان- النفس الأمارة بالسوء والمقعدة له عن أي عمل صالح، علمت -أختنا- ساعتها موطن الداء وطبيعته.

أختنا الفاضلة: تستطيعين التغلب على الكسل بيسر وسهولة -إن شاء الله- إذا ما اتبعت ما يلي:

1- لا تضعفي أمام هاجس الكسل: أول ما ينبغي عليك فعله هو الاعتقاد الداخلي بأن الكسل والنوم مرحلة تمر، وليس محطة أبدية، وأنك لست ضعيفة، بل كل ما تحتاجينه هو ترتيب أولياتك، وعدة نصائح مع الاستعانة بالله عز وجل، ثم يصير الكسل من الماضي.

2- النوم القليل مرض والكثير عادة متعبة، من المهم أن تدركي أن معدل النوم الطبيعي سبع ساعات تقريباً، وعليك برمجة رأسك على هذا الرقم، والدخول للنوم مبكراً، كلما كنت أبكر في النوم كلما استفاد الجسد جيداً من النوم.

3- حفزي النفس عند قراءة كتاب بمدى أهميته وحاجتك إليه، أو عبادة برغبتك الشديدة في ذلك، المهم أن تسبق عملية البدء تحفيز هائل للنفس.

4- اجتهدي في البقاء على وضوء أغلب الوقت.
5- إذا غلبك النعاس فلا تقرئي وأنت مرهقة، أو وأنت ناعسة، بل عليك القيام من فورك وعمل أي شيء يتطلب الحركة، ثم العودة أخرى إلى القراءة أو العمل.
6- شجعي نفسك كلما أنجزت شيئاً جميلاً.
7- ممارسة الرياضة أمر جيد، ويمكن أن تكون في البيت.
8- الاستيقاظ مبكراً والنوم مبكراً، وأخذ قيلولة ولو ساعة، أمر مهم.
9- أعدي برنامجاً لسير اليوم التالي قبل النوم.
10 - اجتهدي في الدعاء، وعليك ‏بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو: "اللهم إني أعوذ ‏بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من ‏عذاب القبر" رواه البخاري. ‏

إذا ما قمت بالعشر نقاط تلك، واستمر بك الحال فترة من الوقت، فإن الكسل سيكون من الماضي بعون الله، وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً