الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج الزواج وأهلي يريدونني أن أنتظر قريبتي حتى تكبر!

السؤال

أنا شاب ملتزم - والحمد لله - أخاف كثيراً من الوقوع في الفواحش بسبب كثرة الفتن، وأعمل في شركة، وأريد الزواج، لكن والدتي وأهلي يرفضون زواجي إلا من ابنة عمي التي لا تزال في سن ال 12، وأنا أخاف على نفسي، وأستطيع مادياً الزواج، وعندما طلبت منهم أن يزوجوها لي الآن رفضوا ذلك.

لا أطيق أن أتحمل فأنا ألجأ إلى الاستمناء، أعلم أنه حرام لكن لا أدري ماذا أفعل؟ فهل يجوز لي أن أتزوج بدون أن أعلم أهلي أم ماذا أفعل؟ أرشدوني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Med حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإننا لا ننصحك بالزواج دون علم أهلك، وندعوك إلى الاجتهاد في إقناعهم، وعليك باللجوء إلى الله، فإن قلوب أهلك وسائر العباد بين أصابعه سبحانه يقلبها، وأرجو أن تجتهد في بر أهلك، واطلب مساعدة الفضلاء والعلماء وسوف تجد من يتكلم بلسانك ويسعى في خدمتك، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالك وأن يلهمك رشدك.

ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن رفض أهلك وعدم تيسر أمر الزواج لا يبيح لك ممارسة تلك العادة المحرمة، وشريعة الله تأمر من صعب عليه الزواج أو حيل بينه وبين الزواج أن يلزم سبيل أهل العفة.

كما جاء في سورة النور: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:33]، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشباب: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

وإذا كانت بنت عمك صاحبة دين وأخلاق وتجد في نفسك ميلا إليها وقبولا بها، فإننا ننصحك بعدم الزواج بغيرها؛ لأنك بالزواج منها تجمع بين الخيرين بين نعمة الزواج وبين الفوز ببر الوالدين ورضاهم، كما أن بنت العم في المنزلة الرفيعة، وهي أصبر الناس عليكم وأفضلهم تقديراً لظروفك وأحوالك.

ولا شك أن رفض الأهل ليس في مكانه، ولكننا ندعوك إلى التعامل مع الوضع بحكمة، واحرص على الابتعاد عن كل ما يثير شهوتك، وأشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالمعاصي والسوء، وكرر المحاولات مع أهلك، وأكثر من التوجه إلى ربك ومرحباً بك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يلهمك رشدك والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً