الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من صلى وهو يفكر في الطعام

السؤال

أرجوكم لدي بعض الأسئلة, لعل السبب الأساسي لوجودها هو أنني مصابة بالوسواس القهري, وأنا أعرف طبيعة هذا المرض لذلك تحسنت كثيرا والحمد لله بعد أن تعالجت منه ولكن لا زال هناك آثار للمرض لذا أرجوكم ساعدوني عن طريق إجابة الأسئلة التالية:
هل صلاة مدافع الجوع مكروهة أم باطلة؟ فأنا دائما أحب أن أصلي صلاتي في أول وقتها ولكن ومع الأسف منذ أن أصابتني وسوسة بموضوع الجوع أثناء الصلاة, أصبح ذلك صعبا. فكلما وقفت لأصلي, إذا ما عرفت أن الغذاء سيقدم مثلا بعد ساعة وأستطيع الانتهاء من الغذاء دون أن يفوتني وقت الصلاة, أبدأ أفكر بالطعام أثناء الصلاة, حتى لو لم أكن جائعة كثيرا!! وأحيانا أخرى أكون في دوامي الليلي في المستشفى فدائما أفضل الصلاة في أول الوقت فلا أعرف ماذا قد يحدث مما يشغلني ويمنعني من الصلاة, فأقدم الصلاة على وجبة الطعام فتبدأ الوساوس!! مع العلم أنه إذا لم أوسوس في الطعام ذلك لا يعني أنني أخشع في الصلاة, فدائما ما يأتيني أمر آخر أفكر فيه!
وأنا أعلم أن –والله أعلم- أفضل علاج لذلك تجاهل هذه الأمور وأن أصلي حتى لو خشيت من تلك الوساوس فمع الوقت تخف ولا تتحكم في, كما أن الصلاة أحب إلى قلبي من الطعام فلا مانع لدي من تقديم الصلاة ولكن... هل ذلك سيجعل صلاتي باطلة؟ أم مكروهة وليست باطلة؟
أعرف حكم مدافعة الأخبثين, فما حكم من يبقى لديه ذلك الشعور حتى لو دخل بيت الخلاء؟ فأحيانا أشعر بالحاجة إلى التبول, ولا أنفك أنتهي وأقف للوضوء أشعر بحاجة مرة أخرى للتبول على الرغم من أن الكمية تكون قليلة, وإذا ما تبولت مرة أخرى قد يذهب هذا الشعور وقد لا يذهب, ولكن هناك الكثير من مضيعة الوقت إذا ما فعلت ذلك كل مرة, أي أذهب وأبول مرة أخرى ثم الاستنجاء... وأنا أعلم أن سبب ذلك نفسي وأنسب طريقة هي التجاهل, فما تقولون؟
أحيانا عندما أشرع في الصلاة, أبدأ وأركز على عيني وكيف ترف الجفون كل بضع من الثواني, فتنتهي الصلاة ولم أكن أفكر إلا في جفوني وهي ترفرف, بل وأتساءل إذا ما كنت أحيانا أرفها عن قصد, أكثر من اللزوم بسبب كثرة تفكيري بالموضوع, أحاول أن أعيد الصلاة خشية من بطلانها بسبب كثرة الحركة (رفرفة الجفون طوال الوقت أو الانشغال في منعها من الرفرفة الكثيرة) لكن أجد نفسي أعيد الأمور نفسها فالأمر خارج عن طاقتي. فهل صلاتي باطلة؟ وهل أستطيع إيجاد الحل عن طريق تغميض العينين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن صلى وهو يفكر في الطعام - سواء كان جائعا أو غير جائع – فإن صلاته صحيحة, وإذا أحضر الطعام كره لمن يشتهيه أن يصلي قبل أن يأكل – إذا كان وقت الصلاة متسعا - لأن هذا سيقطع عليه خشوعه, ولذا قال صلى الله عليه وسلم: إِذَا قُدِّمَ اَلْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِهِ قَبْلَ أَنْ تُصَلُّوا اَلْمَغْرِبَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ولو صلى على تلك الحال فإن صلاته صحيحة مع الكراهة, ولكن من كان في مثل حال السائلة مبتلى بالوسوسة أو يفكر في الطعام في كل حال سواء كان جائعا أو غير جائع, أحضر الطعام أو لم يحضر فإن هذا لا تكره صلاته, وكذا من كان موسوسا في مدافعة الأخبثين يفكر في المدافعة ولو لم يكن به حاجة إلى قضاء الحاجة فإن صلاته لا تكره ومثله الموسوس في حركة جفن العين كل بضع ثوان وغير هذا من الوسوسة الشديدة -نسأل الله العافية- فإن صلاته صحيحة ولا تكره.

وإذا كان في تغميض العين أثناء الصلاة قطع لتلك الوسوسة فلا حرج, وينبغي لك أيتها الأخت السائلة أن تقبلي على صلاتك بقلب خاشع ولا تلتفتي إلى تلك الوساوس فإنها من الشيطان, وانظري الفتوى رقم: 3086عن الوسواس القهري : ماهيته – علاجه, والفتوى رقم: 7040عن تغميض العينين في الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني