الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نشر الرؤى المتعلقة بفضل دعاء أو عبادة

السؤال

إن رأى شخص رؤيا حق في فضل دعاء أو عبادة، ثم قام بنشر الرؤيا، وتعبيرها على الناس في النت وغيره؛ رغبة في حث الناس عليه. فهل في هذا بأس؟ لأن العلماء ينصحون بأن لا يقص الشخص رؤياه إلا على من يحب خشية الحسد والعين وما شاكل. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا لم يكن لهذا الدعاء فضيلة ثابتة في الشرع فلا يجوز اعتباره ديناً وورداً لمجرد الرؤيا؛ فإن الرؤيا لا يثبت بها الأحكام، وراجعي الفتويين: 49408، 75231.

ولا يجب الإخبار بالرؤيا، ومن السنة ألا يُحدِث بها إلا من أحب، كما بالفتوى رقم: 205909.
ولكن يمكنك إن كان فيها فائدة أن تحكيها فتقولي مثلا: رأت بعض الإخوات كذا...، دون أن تنسبيها لنفسك؛ ففي هذا نوع من الترغيب والترهيب؛ ولذلك جاء في الصحيحين أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ..." الحديث.

وأورد الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة أبواباً في ذلك مثل: (سياق ما رئي من الرؤيا السوء لمن قال بخلق القرآن في الدنيا). (سياق ما روي عن الرؤيا السوء من المعتزلة).

ولم يزل العلماء وأصحاب كتب التراجم يذكرون قصصاً في رُؤى تشهد لبعض ما ثبت أصله في الشرع؛ جمع كثيراً منها الشيخ: حمود بن عبد الله بن حمود التويجري في كتابه الرؤيا. وراجعي في تعبير الرؤيا الفتويين: 93314، 38258.

فأما أن تذكري الرؤيا على النت وتنشريها، وأنك رأيتيها فيتنافى مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني