الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

توجد مشاكل بيني وبين الإنسان الذي أرتبط به وتتعثر مسألة الزواج منه، فقال أحد الأشخاص لأمي إن علي أن أسبح على سبحة 99 اسمي واسمه وأكتب في ورقة اسمي واسمه وأمسح عليها بكلونيا وأحرقها وأدفنها في طين زرعه.. وقلبي رفضها، وأجد حرمة في هذا الأمر، فما الذي يجب علي فعله لكي يحدث الزواج منه ويتيسر الحال؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي المسارعة إلى اعتبار أن تأخر الزواج بسبب سحر أو عين أو نحوهما، فليس هذا بلازم، بل قد يكون ذلك راجعا إلى بعض العوائق الأخرى الكثيرة، فلن يحدث شيء قبل وقته المقدر فيه، قال تعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}.

والزواج رزق من الأرزاق يأتي المسلم ما كتب له منه، ومن أهم ما ننصح به هنا كثرة الدعاء، فالخير كله بيد الله عز وجل، فتضرعي إليه وسليه التوفيق، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

ودعاء الوالد ـ أما كان أم أبا ـ لأولادهما مستجاب، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

ونحيلك هنا على الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.

وإن غلب على الظن أن يكون هنالك شيء مما أشرنا إليه سابقا كالسحر مثلا، فالعلاج هو الرقية الشرعية، وراجعي بخصوصها الفتويين رقم: 5252، ورقم: 4310.

وننبه بهذه المناسبة إلى الحذر من الإتيان إلى السحرة وأهل الدجل والشعوذة لالتماس العلاج عندهم، فهذا محرم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 17266.

وقد أحسنت برفضك الطريقة المذكورة بالسؤال، فهي ضرب من الكهانة وأفعال السحرة، فلا يجوز فعلها، واصبري فعاقبة الصبر خير، وانظري الفتوى رقم: 18103.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني