الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لتأخر الزواج من دلالة؟

السؤال

أنا فتاة، تجاوزت العشرينات، يتقدم لي الخطاب، ولكن بدون سبب واضح، لا يعودون، رغم إني محافظة على الصلاة، وعلى مقربة من ختم القرآن، وأدعو الله كثيرًا، وأتحرى أوقات وأسباب إجابة الدعاء، وقد قمت برقية نفسي بقراءة الفاتحة، وأول خمس آيات من البقرة، وآية الكرسي، والمعوذات، والكافرون سبع مرات على ماء، واغتسلت به، وشربت منه ثلاث مرات، لمدة ثلاثة أيام، ولم أشعر بشيء، سوى في اليوم الثاني من الرقية أصابتني حمىً، ولكني أعتقد أنها بسبب اغتسالي بماء الرقية، والبقاء تحت جهاز التكييف، لأني لم أشعر بأي أعراض أخرى.
أفتوني في أمري، فأنا في حيرة منه، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت بمحافظتك على الصلاة، وحرصك على حفظ القرآن، فجزاك الله خيرًا. ونرجو أن يجعل الله لك بذلك فرجًا ومخرجًا، وأن يرزقك الزوج الصالح، فهو القائل سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}.

والزواج من الرزق، فسيأتي المؤمنة ما كتب لها منه. فاستمري في الدعاء، ولا تعجزي أو تيأسي، بل أحسني الظن بربك، فهو عند ظن عبده به، وهو مجيب الدعاء؛ كما قال في محكم كتابه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

ولا يلزم في تأخر الزواج أن يكون بسبب تقصير في الطاعة، أو عقوبة على ذنب، أو بسبب سحر ونحو ذلك.

ولا حرج عليك في البحث عن الخطاب، أو عرض نفسك على من ترغبين في زواجه منك، كما هو مبين في الفتوى: 18430، فاستعيني بالثقات من أقربائك أو صديقاتك.

وإذا خشيت أن يكون ذلك بسبب سحر ونحوه، فاستمري في الرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتوى: 7967، والفتوى: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني