الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت حاملا في شهر ونصف، والجنين ليس فيه نبض، وكان ميتا في بطني، ولما أخذت الحبوب التي كتبها لي الطبيب نزل الجنين في دورة المياه، فأمسكته، وكان فيه رأس صغيرة والحبل السري، لكن لم يكن متخلقا، ثم تركته ينزل في الحمام عن جهل، ولم يخطر على بالي أنه يلزم دفنه. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالسقط إنما يجب دفنه إذا بان فيه خلق إنسان، وبعض الفقهاء ينص على أنه في مثل المرحلة المذكورة في السؤال لا يجب دفنه، وإنما يستحب كأن نزل في مرحلة العلقة والمضغة.

جاء في أسنى المطالب من كتب الشافعية: (فَإِنْ بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) أَيْ مِائَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، فَأَكْثَرَ حَدَّ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ (غُسِّلَ وَكُفِّنَ) وَدُفِنَ وُجُوبًا ... (وَلِدُونِهَا) أَيْ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ (ووري بِخِرْقَةٍ وَدُفِنَ) فَقَطْ نَدْبًا، لَكِنَّ مَا نِيطَ بِهِ مَا ذُكِرَ مِنْ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَمَا دُونَهَا جَرَى عَلَى الْغَالِبِ مِنْ ظُهُورِ خَلْقِ الْآدَمِيِّ عِنْدَهَا، وَإِلَّا فَالْعِبْرَةُ إنَّمَا هُوَ بِظُهُورِ خَلْقِهِ وَعَدَمِ ظُهُورِهِ. اهــ.

وفي إعانة الطالبين: العلقة والمضغة، فيدفنان ندبا من غير ستر. اهــ.

والمدة التي ذكرتها السائلة ــ شهر ونصف ــ لا يزال الجنين فيها في أول مرحلة العلقة، ولا يتبين فيه خلق إنسان في العادة، فلا يجب دفنه.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني