الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صيام من يأخذ جرعة من الدواء كل ساعات معينة

السؤال

ابنتي عندها مرض الصرع منذ أن كان عمرها 10 سنين، وعمرها الآن 18 سنة، وتأخذ كل 12 ساعة جرعة، وأوقفنا العلاج قبل فترة، بناءً على كلام الطبيب، فرجعت لها نوبات الصرع مرة أخرى، فأوصانا الطبيب بمواصلة علاجها لمدة 5 سنين أخرى، وفاتها 4 رمضانات، ومن الصعب عليها القضاء، فماذا عليها؟
السؤال الثاني: إذا كتب الله لنا عمرًا إلى رمضان القادم، والرمضانات بعده، فهل تصوم أم لا؟ مع العلم أنها تأخذ جرعة علاج كل 12 ساعة، والصيام نهار رمضان 15 ساعة، والليل -من بعد الإفطار إلى الإمساك- 9 ساعات، فسيكون هناك تباعد بين الجرعتين، فأفتونا في ذلك -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما صيامها في رمضان القادم، فمردّه إلى قول أهل الخبرة من الأطباء الثقات:

فإن قالوا: إن تباعد ما بين الجرعتين لا يضرّ بها؛ فيلزمها الصيام.

وإن قالوا: إنه مضرّ بها؛ فلها رخصة في الفطر؛ لقول الله تعالى: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.

وعليها أن تقضي ما أفطرته حين تبرأ -بإذن الله-، ما دام مرضها مما يرجى برؤه.

فإذا عوفيت من مرضها، قضت ما عليها من الرمضانات.

وإن كانت تستطيع الصيام في الأيام القصار التي يطول فيها الليل، بحيث لا تتباعد مدة ما بين الجرعتين، فعليها أن تفعل ذلك، نسأل الله لها الشفاء، والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني