الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لم أفهم البيت الشعري الذي قاله قاتل الحسين بن علي -رضي الله عنه-:
املأ ركابي فضة وذهبا *** إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا*** وخيرهم إذ يذكرون النسبا
فهل يعقل الحسين بن علي -رضي الله- كان محجبا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأصل معنى الحجب هو الستر، ومنه حاجب الملك الذي يحول بينه وبين الناس، ويمنعهم منه، فالملك المحجَّب هو المحجوب بالحَجَبة ونحوهم، وليس معنى الملك المحجب هو الذي يلبس الحجاب!

جاء في لسان العرب لابن منظور: حجب: الحِجابُ: السِّتْرُ. حَجَبَ الشيءَ يَحْجُبُه حَجْباً وحِجاباً وحَجَّبَه: سَترَه. وَقَدِ احْتَجَبَ وتحَجَّبَ إِذَا اكْتنَّ مِنْ وراءِ حِجابٍ. وامرأَة مَحْجُوبةٌ: قَدْ سُتِرَتْ بِسِترٍ ... والحاجِبُ: البَوَّابُ، صِفةٌ غالِبةٌ، وَجَمْعُهُ حَجَبةٌ وحُجَّابٌ، وحَجَبَه: أَي مَنَعَه عَنِ الدُّخُولِ ... والحَجابُ: اسمُ مَا احْتُجِبَ بِهِ، وكلُّ مَا حالَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ: حِجابٌ، وَالْجَمْعُ حُجُبٌ لَا غَيْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ ، مَعْنَاهُ: وَمِنْ بينِنا وبينِك حاجِزٌ فِي النِّحْلَةِ والدِّين... واحْتَجَبَ المَلِكُ عَنِ النَّاسِ، ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ .اهـ.

وقد روي البيت في بعض المصادر -كمعرفة الصحابة لأبي نعيم، وتاريخ دمشق لابن عساكر-: الملك المحبّبا.

وراجع للفائدة الفتوى: 5204.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني