الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسخ توقيع الآخرين يعد من الغش، والتزوير

السؤال

تخرجت حديثا، ورزقني الله بوظيفة في شركة لتدريب مهندسي الطيران، وعندي بعض الإشكالات، حتى لا أدخل على نفسي مالا حراما، لأننا كلنا نعلم خطر هذا المال، حيث نقوم في بعض الأحيان -كما ذكرت سابقا- بنسخ توقيع بعض المدربين من أوراق قديمة، ونضعها على الأوراق الجديدة التي هي مشابهة بالفعل لتلك القديمة، باستثناء أسماء الطلاب، لأن هؤلاء المدربين يقومون بالعودة إلى بلدانهم بعد انتهاء الدورة دون تعبئة وتوقيع الأوراق المطلوبة -وكما قلت سابقا- إن أحدهم قال لنا أنا أوقعها فارغة، وتصرفوا بها، وقد وقعها فارغة وذهب فعلا، وكنت قد أنكرت أن نقوم بنسخ التوقيع على الشركة، مع عدم علمي بحرمته، فقالوا لي في المستقبل سنقوم بالتواصل معهم لأخذ التوقيع، وحاليا اقترب موعد التفتيش، وهؤلاء المدربون يقومون بالمماطلة في المراسلات، ونحن نحتاج للتوقيع، وفعلا كان هناك تفتيش، ثم إن من مهامي أن أقوم برصد الحضور والغياب في بعض الدورات، حيث يتم حرمان من تجاوز غيابه نسبة: 10%، وأبلغت الإدارة عن بعض الطلبة، فقالوا لي إنهم لا يريدون حرمان أحد من هذه الدورة، وأخبروني بأن علي أن أقوم بحذف بعض الغياب عنهم، وأنا لا أعلم هل هذا حرام..؟ وهناك بعض الطلاب ينسى تعبئة التغذية الراجعة، وإعطاء رأيه، فأبلغت المسؤول عني، فقال لي قم أنت بتعبئتها، فرفضت ذلك، لأنه من الغش، وأصبح شغلي الشاغل هل أبقى معهم؟ أم أخرج؟ فأنا لا أريد أن أدخل على نفسي مالا حراما، وفي المقابل لم أجد من يوظفني، لأنني حديث التخرج، والأغلب أن الكل يطلبون الخبرات، فهل أغادر هذا العمل فورا؟ أم ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت من قيامك بنسخ توقيع الآخرين يعد من الغش، والتزوير، ولا شك في حرمة الغش، والتزوير، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. رواه مسلم.

وكل عمل كُلفت فيه بالغش فامتنع عنه، ولا يلزمك -حينئذٍ- أن تترك العمل.

أما إن لم تستطع الامتناع عن الغش، فاترك العمل إن لم تكن بك ضرورة إليه، ولم تجد غيره، وإلا فاتق الله ما استطعت، وابحث عن عمل غيره، ومتى ما وجدته انتقلت إليه، وراجع الفتوى: 479554.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني