الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    62 - ذكر يعقوب وبنيه - عليهم الصلاة والسلام -

                                                                                                                                                                    [ 6522 ] قال محمد بن يحيى بن أبي عمر : ثنا مروان، ثنا يحيى بن حميد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس رفعه: "أن رجلا قال ليعقوب - عليه السلام - : ما الذي أذهب بصرك وحنى ظهرك؟ قال: أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأما الذي حنى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين. قال: فأتاه جبريل - عليه السلام - فقال: يا يعقوب، أتشكو الله؟! قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله. فقال له جبريل - عليه السلام - : الله أعلم بما قلت منك. قال: ثم انطلق جبريل ودخل يعقوب بيته فقال: أي رب، أذهبت بصري وحنيت ظهري؛ فاردد علي ريحانتي فأشمهما شمة، ثم اصنع بي بعد ما شئت. فأتاه جبريل فقال: يا يعقوب إن الله - عز وجل - يقرئك السلام ويقول: أبشر، فإنهما لو كانا ميتين لنشرتهما لك ولأقر بهما عينك، ويقول لك: يا يعقوب أتدري لم أذهبت بصرك وحنيت ظهرك، ولم فعل إخوة يوسف ما فعلوا؟ قال: لأنه أتاك يتيم مسكين وهو صائم جائع، وقد ذبحت أنت وأهلك شاة فأكلتموها ولم تطعموه. ويقول: إني لم أحب من خلقي شيئا حبي اليتامى والمساكين. قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكان يعقوب - عليه السلام - كلما أمسى نادى مناديه: من كان صائما فليحضر طعام يعقوب، وإذا أصبح نادى مناديه: من كان مفطرا فليحضر طعام يعقوب - عليه السلام".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية