الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    3 - باب: التفكر في زوال الدنيا وما جاء فيمن يحب شرف الدنيا ويرغب فيها .

                                                                                                                                                                    [ 7251 ] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "بينما رجل كان قبلكم كان في ملكه، فتفكر، فعلم أن ذلك منقطع، وأنه قد شغله عن عبادة ربه، فانساب من قصره ليلا حتى صار إلى مملكة غيره، فأتى ساحل البحر فجعل يضرب اللبن فيعيش به ويعبد ربه، فبلغ ذلك الملك الذي هو في مملكته عبادته وحاله، فأرسل إليه أن يأتيه، فأبى أن يأتيه، ثم أرسل إليه أن يأتيه، فأبى أن يأتيه، فلما رأى ذلك ركب إليه، فلما رآه العابد هرب منه، فتبعه على دابته، فقال: يا عبد الله، إنه ليس عليك مني بأس، ثم نزل إليه، فسأله عن أمره، فقال: أنا فلان صاحب مملكة كذا وكذا، تذكرت فعلمت أن ما كنت فيه منقطع، وأنه قد شغلني عن عبادة ربي، قال: فما أنت أحق بما صنعت مني، فخلى سبيل دابته وتبعه، فكانا يعبدان الله، فسألا الله أن يميتهما جميعا، فماتا جميعا فدفنا".

                                                                                                                                                                    قال عبد الله: فلو كنت برملة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


                                                                                                                                                                    رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، وأبو يعلى الموصلي ، بسند واحد رواته ثقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية