الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وكنا أردنا أن نتصرف في قصائد مشهورة ، فنتكلم عليها ، وندل على معانيها ومحاسنها ، ونذكر لك من فضائلها ونقائصها ، ونبسط لك القول في هذا الجنس ، ونفتح عليك في هذا النهج .

ثم رأينا هذا خارجا عن غرض كتابنا ، والكلام فيه يتصل بنقد الشعر وعياره ، ووزنه بميزانه ومعياره ، ولذلك كتب وإن لم تكن مستوفاة ، وتصانيف وإن لم تكن مستقصاة .

وهذا القدر يكفي في كتابنا ، ولم نحب أن ننسخ لك ما سطره الأدباء في خطإ امرئ القيس في العروض والنحو والمعاني ، وما عابوه عليه في أشعاره ، وتكلموا به على ديوانه . لأن ذلك أيضا خارج عن غرض كتابنا ، ومجانب لمقصوده .

وإنما أردنا أن نبين الجملة التي بيناها . لتعرف أن طريقة الشعر شريعة مورودة ، ومنزلة مشهودة ، يأخذ منها أصحابها على مقادير أسبابهم ، ويتناول منها ذووها على حسب أحوالهم .

وأنت تجد للمتقدم معنى قد طمسه المتأخر بما أبر عليه فيه ، وتجد للمتأخر معنى قد أغفله المتقدم ، وتجد معنى قد توافدا عليه ، وتوافيا إليه ، فهما فيه شريكا عنان ، وكأنهما فيه رضيعا لبان ، والله يؤتي فضله من يشاء .

* *

التالي السابق


الخدمات العلمية