الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1060 - " أشد أمتي لي حبا؛ قوم يكونون بعدي؛ يود أحدهم أنه فقد أهله وماله وأنه رآني " ؛ (حم)؛ عن أبي ذر ؛ (ح).

التالي السابق


(أشد أمتي لي حبا) ؛ تمييز لنسبة " أشد" ؛ (قوم يكونون بعدي؛ يود أحدهم) ؛ بيان لشدة حبهم له؛ على طريق الاستئناف؛ (أنه فقد أهله وماله؛ وأنه رآني) ؛ حكاية لودادهم؛ مع إفادة معنى التمني؛ وهذا من معجزاته؛ لأنه إخبار عن غيب؛ وقد وقع؛ والكلام فيمن لم يتأهل لرتبة الاجتماع به - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد وقع لكثير من عظماء الصوفية أنه ارتقى إلى دوام مشاهدته؛ قال العارف المرسي: والله لو حجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفة عين؛ ما عددت نفسي من المسلمين؛ وقال له رجل؛ يا سيدي؛ صافحني؛ فقد لقيت عبادا وبلادا؛ فلما خرج قال: ما الذي أراد بـ " عبادا وبلادا" ؛ قالوا: يريد أنك صافحت عبادا؛ وسلكت بلادا؛ اكتسبت بركاتها؛ وإذا صافحته حصل له منك بركة؛ فضحك الشيخ؛ وقال: والله ما صافحت بهذه اليد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

(حم)؛ من حديث رجل من بني أسد؛ (عن أبي ذر ) ؛ قال الهيتمي: ولم يسم التابعي؛ وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح؛ أهـ؛ وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه.



الخدمات العلمية