الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
921 - " أربع من الشقاء: جمود العين؛ وقسوة القلب؛ والحرص؛ وطول الأمل " ؛ (عد حل)؛ عن أنس؛ (ض).

التالي السابق


(أربع) ؛ وفي رواية: " أربعة" ؛ (من) ؛ أي: من علامات؛ (الشقاء) ؛ ضد السعادة؛ (جمود العين) ؛ قلة دمعها؛ كناية عن قسوة القلب؛ كذا قيل: وعليه فالعطف في قوله: (وقسوة القلب) ؛ تفسيري؛ والأوجه أن يقال: إنه إشارة إلى أن قلة دمع العين إنما تكون من علامة الشقاء؛ إذا كان ناشئا عن قسوة القلب؛ وأنه لا تلازم بينهما؛ وقسوته: غلظته؛ وشدته؛ وصلابته في غير الله؛ (والحرص) ؛ أي: الرغبة في الدنيا؛ والانهماك في تحصيلها؛ وطلب الازدياد منها؛ والحرص يحتاجه الإنسان؛ لكن بقدر [ ص: 467 ] معلوم؛ فإذا تعدى الحد المحدود؛ فقد أفسد دينه؛ فكان بهذا الوجه من علامات الشقاء؛ (وطول الأمل) ؛ بالتحريك: رجاء الإكثار من الإقامة في الدنيا؛ وزيادة الغنى؛ قال الثوري : قصر الأمل الذي هو الزهد؛ ليس مذموما؛ وأناط الحكم بطوله؛ ليخرج أصله؛ فإنه لا بد منه في بقاء هذا العالم؛ إذ لولاه لما أرضعت والدة ولدا؛ ولا غرس غارس شجرا؛ فهو رحمة من الله على عباده؛ كما يأتي في حديث؛ قال الثوري : قصر الأمل؛ الذي هو الزهد؛ ليس بلبس العباءة؛ ولا بأكل الخشن؛ وقال الفضيل : ما أطال رجل الأمل إلا أساء العمل؛ وكتب ابن أدهم إلى سفيان : من عرف ما يطلب؛ هان عليه ما يبذل؛ ومن أطلق بصره؛ طال أسفه؛ ومن أطلق أمله؛ ساء عمله؛ ومن أطلق لسانه؛ قتل نفسه؛ وقال ابن الوردي: ومن كانت الدنيا أمله؛ والخطايا عمله؛ عظيم بطشه؛ قليل فهمه؛ عالم بدنياه؛ جاهل بآخرته؛ فويل له؛ ويل له.

(فائدة): شكا رجل إلى الحسن البصري قسوة قلبه؛ فقال: عليك بمجالس الذكر؛ والإحسان.

(عد حل؛ عن أنس ) ؛ من حديث الحسن بن علي ؛ عن أبي سعيد المازني؛ عن الحجاج بن منهال؛ عن صالح المري ؛ عن يزيد الرقاشي ؛ عن أنس ؛ ثم قال مخرجه أبو نعيم : تفرد برفعه متصلا عن صالح: الحجاج ؛ انتهى؛ وقال الهيتمي: صالح المري ضعيف؛ وفي الميزان: هذا حديث منكر؛ انتهى؛ والحسن بن عثمان قال الذهبي في الضعفاء: كذبه ابن عدي ؛ ويزيد الرقاشي متروك؛ ورواه البزار من طريق فيها هانئ المتوكل؛ فقال الهيتمي: هو ضعيف جدا؛ ولذا حكم ابن الجوزي بوضعه؛ وأقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات.



الخدمات العلمية