الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1110 - " اطلبوا العلم؛ ولو بالصين؛ فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " ؛ (عد عق هب)؛ وابن عبد البر ؛ في العلم؛ عن أنس ؛ (ض).

التالي السابق


(اطلبوا العلم) ؛ الآتي بيانه؛ (ولو بالصين) ؛ أي: ولو كان إنما يمكن تحصيله بالرحلة إلى مكان بعيد جدا؛ كمدينة الصين؛ فإن من لم يصبر على مشقة التعلم؛ بقي عمره في عماية الجهالة؛ ومن صبر عليها آل عمره إلى عز الدنيا؛ والآخرة؛ وقال علي - كرم الله وجهه -: " العلم خير من المال" ؛ وقال وهب : يتشعب من العلم الشرف؛ وإن كان صاحبه دنيا؛ والقرب؛ وإن كان قصيا؛ والغنى؛ وإن كان فقيرا؛ والنبل؛ وإن كان حقيرا؛ قال الرضي: قد تدخل على الواو " لو" ؛ تدل على أن المدلول على جوابها بما تقدم؛ ولا تدخل إلا إذا كان ضد الشرط المذكور أولى بذلك المقدم؛ الذي هو كالعوض عن الجزاء من ذلك الشرط؛ قال: وكذا قوله: " اطلبوا العلم؛ ولو بالصين" ؛ والظاهر أن الواو الداخلة على كلمة الشرط في مثله اعتراضية؛ ونفى بالجملة الاعتراضية ما يتوسط بين أجزاء الكلام - متعلقا به - معنى مستأنفا لفظيا؛ على طريق الالتفات؛ كقوله: " فأنت طلاق ... والطلاق ألية" ؛ وقوله:

....................... ... ترى كل ما فيها وحاشاك فانيا

وقد يجيء بعد تمام الكلام؛ كقوله - عليه الصلاة والسلام -: " أنا سيد ولد آدم؛ ولا فخر" ؛ (فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ) ؛ مكلف؛ وهو العلم الذي لا يقدر المكلف بالجهل به؛ كمعرفة الصانع؛ وما يجب له؛ وما يستحيل عليه؛ ومعرفة رسله؛ وكيفية الفروض العينية؛ والمراد بالمعرفة: الاعتقاد الجازم؛ لا على طريق المتكلمين من أحكام الحج والاستعداد لدفع الشبه؛ فإنه فرض كفاية؛ وكذا القيام بعلوم الشرع؛ من تفسير وحديث وفقه وأصول وعلوم العربية؛ فتعلم ذلك على كل مسلم مكلف حر ذكر غير بليد؛ فرض كفاية؛ وتعلم الزائد مندوب؛ كتعلم النوافل للعبادة.

(هـ هب؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ثم قال - أعني: البيهقي -: متنه مشهور؛ وإسناده ضعيف؛ وقد روي من أوجه؛ كلها ضعيفة؛ إلى هنا كلامه؛ ( وابن عبد البر ؛ في) ؛ كتاب فضل؛ (العلم؛ عق) ؛ عن جعفر بن محمد الزعفراني؛ عن أحمد بن أبي سريج الرازي؛ عن حماد بن خالد الخياط؛ عن طريف بن سلمان بن عاتكة ؛ عن أنس ؛ (عد)؛ عن محمد بن حسن بن قتيبة ؛ عن عباس بن أبي إسماعيل؛ عن الحسن بن عطية الكوفي؛ عن أبي عاتكة ؛ (عن أنس ) ؛ قال ابن حبان : باطل؛ لا أصل له؛ والحسن ضعيف؛ وأبو عاتكة منكر الحديث؛ وفي الميزان: أبو عاتكة عن أنس مختلف في اسمه؛ مجمع على ضعفه؛ من طريق البيهقي هذا المذكور عن أنس بن مالك ؛ قال السخاوي وغيره: وهو ضعيف من الوجهين؛ بل قال ابن حبان : باطل؛ لا أصل له؛ وحكم ابن الجوزي بوضعه؛ ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن؛ ويقول الذهبي في تلخيص الواهيات: روي من عدة طرق واهية؛ وبعضها صالح.



الخدمات العلمية