6811 [ ص: 384 ] ص: ففي هذا الحديث إباحة البول قائما وهذا أولى مما ذكرنا قبله عن عائشة، لأن حديث إنما فيه: عائشة "من حدثك أن رسول الله -عليه السلام- بال قائما بعدما أنزل عليه القرآن فلا تصدقه" أي لأن القرآن لما نزل عليه أمر فيه بالطهارة واجتناب النجاسة والتحرز منها، فلما رأت ذلك، وعلمت تعظيم رسول الله -عليه السلام- لأمر الله، وكان الأغلب عندها أن من بال قائما لا يكاد يسلم من إصابة البول ثيابه أو بدنه؛ قالت ذلك، وليس فيه حكاية منها عن رسول -عليه السلام- توافق ذلك. عائشة
ثم جاء فأخبر أنه رأى رسول الله -عليه السلام- بالمدينة -بعد نزول القرآن عليه- يبول قائما فثبت بذلك إباحة البول قائما إذا كان البائل في ذلك يأمن النجاسة على بدنه وثيابه، وقد روي عن حذيفة - رضي الله عنه - - في هذا ما يدل على ما ذهبنا إليه من معنى حديثها الذي ذكرناه. عائشة - رضي الله عنها
حدثنا أحمد بن داود ، قال: ثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال: ثنا ، عن شريك المقدام بن شريح ، عن ، عن أبيه قالت: " عائشة من حدثك أنه رأى رسول الله -عليه السلام- يبول قائما فكذبه، فإني رأيته يبول جالسا". .
ففي هذا الحديث ما يدل على ما دفعت به رواية من روى أنه رأى رسول الله -عليه السلام- يبول قائما، وإنما رؤيتها إياه يبول جالسا فليس عندنا دليل على ذلك، لأنه قد يجوز أن يبول جالسا في وقت ويبول قائما في وقت آخر، فلم نحك عن النبي -عليه السلام- في هذا شيئا يدل على كراهة البول قائما. عائشة