الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  4578 - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، ثنا عمرو بن مرزوق ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن أبي عمران الجوني ، عن ربيعة الأسلمي قال : كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يوما : " يا ربيعة ألا تزوج ؟ " فقلت : والله يا رسول الله لخدمتكم أحب إلي ، قال : ثم أعاد علي بعد مرة أخرى ، فقلت مثل ذلك قال : فقلت : والله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بما يصلحني مني ، فلئن قال لي مرة أخرى لأقولن : بلى يا رسول الله ، فقال لي : " يا ربيعة ألا تزوج ؟ " قلت : بلى يا رسول الله ، قال لي : " ائت فلانا - لرجل من الأنصار - فليزوجوك ابنتهم فلانة " قال : فأتيتهم فقلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أن تزوجوني ، قالوا : مرحبا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يذهب رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا لحاجته ، قال : فزوجوني ، لم يسألوني بينة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا كئيب ، فقال لي : " ما لك يا ربيعة ؟ " قلت : يا رسول الله ، أتيت قوما كراما ، فزوجوني ولم يسألوني بينة وليس عندي ما أصدق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اجمعوا له وزن نواة من ذهب " ، فجمعوا لي وزن نواتين من ذهب ، فأتيتهم به ، فقبلوا وقالوا : كثير طيب ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا كئيب فقال : " ما لك يا ربيعة ؟ " فقلت : يا رسول الله أتيت قوما كراما ، فقبلوا وقالوا : كثير طيب ، وليس عندي ما أولم فقال : " اجمعوا له في ثمن كبش " ، فجمعوا لي في ثمن كبش ، وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله ، فأتي بمكتل فيه شعير ، فأتيتهم به ، فقالوا : أما الكبش فاكفوناه أنتم ، وأما الشعير فنحن نكفيكموه ، قال : ففعلوا ذلك وأصبحت ، فدعوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية