الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بأر ]

                                                          بأر : البئر : القليب ، أنثى ، والجمع أبآر بهمزة بعد الباء مقلوب عن يعقوب ، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول : آبار ، فإذا كثرت ، فهي البئار ، وهي في القلة أبؤر . وفي حديث عائشة : اغتسلي من ثلاث أبؤر يمد بعضها بعضا ; أبؤر : جمع قلة للبئر . ومد بعضها بعضا : هو أن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة ، وهي البئرة ، وحافرها : الأبار ، مقلوب ولم يسمع على وجهه ; وفي التهذيب : وحافرها بأآر ; ويقال : أبار ; وقد بأرت بئرا وبأرها يبأرها وابتأرها : حفرها . أبو زيد : بأرت أبأر بأرا حفرت بؤرة يطبخ فيها ، وهي الإرة . وفي الحديث : البئر جبار قيل هي العادية القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك ، فيقع فيها الإنسان أو غيره فهو جبار أي هدر ، وقيل : هو الأجير الذي ينزل البئر فينقيها أو يخرج منها شيئا وقع فيها فيموت . والبؤرة : كالزبية من الأرض ، وقيل : هي موقد النار والفعل كالفعل . وبأر الشيء يبأره بأرا وابتأره ، كلاهما : خبأه وادخره ; ومنه قيل للحفرة : البؤرة . والبؤرة والبئرة والبئيرة ، على فعيلة : ما خبئ وادخر . وفي الحديث : أن رجلا آتاه الله مالا فلم يبتئر خيرا أي لم يقدم لنفسه خبيئة خير ولم يدخر . وابتأر الخير وبأره : قدمه ، وقيل : عمله مستورا . وقال الأموي في معنى الحديث : هو من الشيء يخبأ كأنه لم يقدم لنفسه خيرا خبأه لها . ويقال للذخيرة يدخرها الإنسان : بئيرة . قال أبو عبيد : في الابتئار لغتان : يقال ابتأرت وائتبرت ابتئارا وائتبارا ; وقال القطامي :


                                                          فإن لم تأتبر رشدا قريش فليس لسائر الناس ائتبار



                                                          يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه . ويقال لإرة النار : بؤرة ، وجمعه بؤر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية