الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ردا ) فيه أنه قال في بعير تردى في بئر : ذكه من حيث قدرت تردى : أي سقط . يقال : ردى وتردى . لغتان ، كأنه تفعل ، من الردى : الهلاك ، أي اذبحه في أي موضع أمكن من بدنه إذا لم تتمكن من نحره .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن مسعود من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى فهو ينزع بذنبه . أراد أنه وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر . وأريد أن ينزع بذنبه فلا يقدر على خلاصه .

                                                          وفي حديثه الآخر إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والأرض أي توقعه في مهلكة .

                                                          [ ص: 217 ] وفي حديث عاتكة : بجأواء تردي حافتيه المقانب . أي تعدو . يقال : ردى الفرس يردي رديا : إذا أسرع بين العدو والمشي الشديد .

                                                          وفي حديث ابن الأكوع فرديتهم بالحجارة أي رميتهم بها . يقال : ردى يردي رديا : إذا رمى . والمردى والمرداة : الحجر ، وأكثر ما يقال في الحجر الثقيل .

                                                          ( س ) ومنه حديث أحد قال أبو سفيان : من رداه ؟ أي من رماه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء . قيل : وما خفة الرداء ؟ قال : قلة الدين سمي رداء لقولهم : دينك في ذمتي ، وفي عنقي ، ولازم في رقبتي ، وهو موضع الرداء ، وهو الثوب ، أو البرد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه وبين كتفيه فوق ثيابه ، وقد كثر في الحديث . وسمي السيف رداء ; لأن من تقلده فكأنه قد تردى به .

                                                          ومنه حديث قس : تردوا بالصماصم أي صيروا السيوف بمنزلة الأردية .

                                                          ومنه الحديث نعم الرداء القوس لأنها تحمل في موضع الرداء من العاتق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية