الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2971 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، ثنا هشام بن علي السيرافي ، ثنا [ ص: 610 ] موسى بن إسماعيل ، ثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - ، قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير ، وقد تفاوت بعض أصحابه في السير ، فرفع بهاتين الآيتين صوته : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) ، فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي ، وعرفوا أنه عنده قول يقوله فقال : " أتدرون أي يوم ذاكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " يوم ينادي آدم ربه فيقول : يا آدم ابعث بعث النار ، قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعون في النار ، وواحد في الجنة " ، فأبلس أصحابه ، فما أوضحوا بضاحكة ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بأصحابه ، قال : " اعلموا وبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن هلك من بني آدم ، وبني إبليس " ، فسري على القوم بعض الذي يجدون ، ثم قال : " اعلموا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة " .

                                                                                            حديث هشام الدستوائي حديث صحيح ، فإن أكثر أئمتنا من المتقدمين على أن الحسن قد سمع من عمران بن حصين ، فأما إذا اختلف هشام والحكم بن عبد الملك فالقول قول هشام .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية