الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : الدرجة الثانية : غربة الحال ، وهذا من الغرباء الذين طوبى لهم ، وهو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين ، أو عالم بين قوم جاهلين ، أو صديق بين قوم منافقين .

يريد بالحال هاهنا : الوصف الذي قام به من الدين والتمسك بالسنة ، ولا يريد به الحال الاصطلاحي عند القوم ، والمراد به : العالم بالحق ، العامل به ، الداعي إليه .

وجعل الشيخ الغرباء في هذه الدرجة ثلاثة أنواع : صاحب صلاح ودين بين قوم فاسدين ، وصاحب علم ومعرفة بين قوم جهال ، وصاحب صدق وإخلاص بين أهل [ ص: 193 ] كذب ونفاق ، فإن صفات هؤلاء وأحوالهم تنافي صفات من هم بين أظهرهم ، فمثل هؤلاء بين أولئك كمثل الطير الغريب بين الطيور ، والكلب الغريب بين الكلاب .

والصديق هو الذي صدق في قوله وفعله ، وصدق الحق بقوله وعمله ، فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله ، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله .

التالي السابق


الخدمات العلمية