الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1887 حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول فيم الرملان اليوم والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله مع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 267 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 267 ] ( فيما الرملان ) : بإثبات ألف ما الاستفهامية وهي لغة والأكثر يحذفونها ، والرملان بفتحتين مصدر رمل . ( والكشف عن المناكب ) : هو الاضطباع في الطواف ( وقد أطأ الله ) : بتشديد الطاء ، أي أثبته وأحكمه ، أصله وطأ فأبدلت الواو همزة كما في وقتت وأقتت . قال الخطابي : إنما هو وطأ أي ثبته وأرساه بالواو وقد تبدل ألفا ( لا ندع شيئا ) : زاد الإسماعيلي في آخره : ثم رمل . وحاصله أن عمر كان قد هم بترك الرمل في الطواف ؛ لأنه عرف سببه ، وقد انقضى فهم أن يتركه لفقد سببه ثم رجع عن ذلك لاحتمال أن يكون له حكمة ما اطلع عليها ، فرأى أن الاتباع أولى ويؤيد مشروعية الرمل على الإطلاق ما ثبت في حديث : وأهله عن مكة .

                                                                      والرمل في حجة الوداع ثابت أيضا في حديث جابر الطويل عند مسلم وغيره . قال الخطابي : وفيه دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يسن الشيء لمعنى فيزول وتبقى السنة على حالها . وممن كان يرى الرمل سنة مؤكدة ويرى على من تركه دما سفيان الثوري وقال عامة أهل العلم : ليس على تاركه شيء ، انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية