الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون

                                                                                                                                                                                                                                      فأرسلنا فيهم جعلوا [ ص: 133 ] موضعا للإرسال كما في قوله تعالى : كذلك أرسلناك في أمة ونحوه لا غاية له ، كما في مثل قوله تعالى : ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه للإيذان من أول الأمر بأن من ارسل إليهم لم يأتهم من غير مكانهم بل إنما نشأ فيما بين أظهرهم ، كما ينبئ عنه قوله تعالى : رسولا منهم أي : من جملتهم نسبا ، فإنهما عليهما السلام كانا منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      و"أن" في قوله تعالى : أن اعبدوا الله مفسرة لأرسلنا لتضمنه معنى القول ، أي : قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله تعالى . وقوله تعالى : ما لكم من إله غيره تعليل للعبادة المأمورة بها ، أو للأمر بها ، أو لوجوب الامتثال به .

                                                                                                                                                                                                                                      أفلا تتقون أي : عذابه الذي يستدعيه ما أنتم عليه من الشرك والمعاصي . والكلام في العطف كالذي مر في قصة نوح عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية