الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
967 - " استاكوا؛ وتنظفوا؛ وأوتروا؛ فإن الله - عز وجل - وتر؛ يحب الوتر " ؛ (ش طس)؛ عن سليمان بن صرد ؛ (ح).

التالي السابق


(استاكوا؛ وتنظفوا) ؛ أي: نقوا أبدانكم؛ وملابسكم؛ من الوسخ والدنس الحسي والمعنوي؛ (وأوتروا) ؛ أي: افعلوا ذلك وترا؛ ثلاثا؛ أو خمسا؛ أو غير ذلك؛ (فإن الله - عز وجل - وتر) ؛ أي: فرد؛ ليس من جهة العدد؛ ولكن من حيث إنه فرد ليس [ ص: 486 ] مزدوجا بشيء؛ كما أنه واحد؛ ليس من جهة العدد؛ ولكن من جهة أنه ليس كمثله شيء ؛ (يحب الوتر) ؛ أي: يرضاه؛ ويقبله؛ ويثيب عليه؛ قال القاضي: " الوتر" ؛ نقيض الشفع؛ وهو ما لا ينقسم بمتساويين؛ وقد يتجوز به لما لا نظير له؛ كالفرد؛ ويصح إطلاقه على الله بالمعنيين؛ فإن ما لا ينقسم؛ لا ينقسم بمتساويين؛ وفيه أن السواك سنة؛ قال أبو شامة: فإذا ثبت أنه سنة؛ فهو سبب من أسباب النظافة؛ فمتى احتيج إليه؛ فعل؛ سواء قل السبب المقتضي له؛ أو كثر؛ فهو كغسل الثوب؛ والإناء؛ والأعضاء؛ للنظافة في غير العبادة؛ وقد كان السواك من أخلاق العرب؛ وشمائلها؛ قبل الإسلام؛ على ما نطقت به أشعارهم؛ ثم جاء الإسلام بتأكيد طلبه؛ ومزيد تأكيده في مواضع مبينة في الفروع.

(ش طس؛ عن سليمان بن صرد ) ؛ بمهملة مضمومة؛ وفتح الراء؛ وبالمهملة؛ أي: مطرف الخزاعي الكوفي؛ له صحبة؛ ورواية؛ نزل الكوفة؛ وهو أول من نزل من المسلمين بها؛ وكان زاهدا متعبدا ذا قدر وشرف في قومه؛ خرج أميرا في أربعة آلاف يطلبون دم الحسين ؛ فقتل؛ قال الهيتمي: فيه إسماعيل بن عمرو البجلي؛ ضعفه أبو حاتم والدارقطني ؛ وابن عدي ؛ ووثقه ابن حبان ؛ أهـ؛ وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه؛ إلا أن يراد أنه حسن لغيره.



الخدمات العلمية