الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  8056 - حدثنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل العدوي الدمشقي ، ثنا موسى بن عامر أبو عامر ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا خليد بن دعلج ، ثنا أبو غالب قال : جيء برءوس الخوارج فنصبت على درج دمشق ، فجعل الناس ينظرون إليها ، وخرجت أنا أنظر إليها ، فجاء أبو أمامة على حمار ، وعليه قميص سنبلاني ، فنظر إليهم فقال : " ما صنع الشيطان بهذه الأمة ؟ " - يقولها ثلاثا - " شر قتلى تحت ظل السماء هؤلاء ، خير قتلى تحت ظل السماء من قتله هؤلاء كلاب النار " - يقولها ثلاثا - ثم بكى ، ثم انصرف ، فقال أبو غالب : فاتبعته ، فقلت : سمعتك تقول قولا قبل ، أفأنت قلته ؟ قال : " سبحان الله ، إني إذا لجريء بل سمعت ذلك من رسول [ ص: 275 ] الله - صلى الله عليه وسلم - مرارا " . قلت له : رأيتك تبكي ، فقال : " رحمة لهم ، كانوا من أهل الإسلام مرة " ، ثم قال لي : " أما تقرأ ؟ " قلت : بلى ، قال : " فاقرأ من آل عمران " فقرأت ، فقال : " أما تسمع الله يقول : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه كان في قلوب هؤلاء زيغ فزيغ بهم ، اقرأ عند رأس المئة " فقرأت حتى إذا بلغت : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فقلت : يا أبا أمامة ، إنهم هؤلاء ؟ قال : نعم فهم هؤلاء " .

                                                                  لم يرو هذا الحديث ، عن خليد بن دعلج إلا الوليد " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية