الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا

                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا من المعصرات هي السحائب إذا أعصرت، أي: شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر، كما في أحصد الزرع: إذا حان له أن يحصد، ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض، أو الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب، وقرئ: (بالمعصرات) ووجه ذلك أن الإنزال حيث كان من المعصرات سواء أريد بها السحائب، أو الرياح، فقد كان بها كما يقال: أعطاه من يده وبيده، وقد فسرت المعصرات بالرياح ذوات الأعاصير، ووجهه أن الرياح هي التي [ ص: 88 ] تنشئ السحاب وتدر أخلافه، فصلحت أن تجعل مبتدأ للإنزال. ماء ثجاجا أي: منصبا بكثرة، يقال: ثج الماء، أي: سال بكثرة، وثجه أي: أساله، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "أفضل الحج العج والثج" أي: رفع الصوت بالتلبية، وصب دماء الهدي، وقرئ: (ثجاحا) بالحاء بعد الجيم، قالوا: مثاجح الماء مصابه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية