الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب خلوق ومتدين ولكني لم أتقبله، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدون أي مقدمات أعتذر منكم إذا أطلت الحديث، ولكن أنا في هم لا يعلمه إلا الله سبحانه، أنا فتاة بعمر 27 عاماً، الحمد لله متفوقة في مجال الطب، وتقدم لخطبتي الكثير، خطبت رسمياً 3 مرات، وكلها تجارب فاشلة، وأحببت قريبي، وكذلك كان اختياراً خاطئاً، الآن نادر جداً ما يتقدم لي خاطب، وقبل 10 شهور تقدم لي شاب من نفس مجالي، جداً خلوق ومحافظ ويخاف الله وميسور الحال، لديه مواصفات جيدة ولا تعوض، ولكن المشكلة لدي أنه في الأول كانت الأمور ممتازة، لأنه لا يوجد به عيب للأمانة في أخلاقه.

ولكن أصبحت لا أستطيع تقبله أبداً، وكلما أنظر إليه أراه بشعاً، فهو أسمر وأصلع، وليس مثل ما كنت أتمنى، رغم أن الجميع يقول: إن شكله مقبول.

لا أحتمل الحديث معه، يأتي إلي شعور بالضيق وكأنني أريد أن أنفجر، وهو يريد مني أن أبادله مشاعر الحب، وأنا لم أشعر تجاهه بأي شعور، بالرغم أني أحلم دائماً بالارتباط بشخص أحبه كثيراً، وأشعر معه بالسعادة، لكن إلى الآن لم أجده مع هذا الشاب!

رفضته مرات كثيرة ولكنه متمسك جداً بي، واستخرت الله كثيراً ودعوته كثيراً، ولم أصل إلى حل.

وكلما طلبت منه أن يدعني، فأنا لم أستطع تقبله ولا أشعر بأني سأحبه يوماً ما، يقول لي: أنا أشاورك ولا زال لدي أمل، خذي وقتك في التفكير.

أنا تعبت جداً، لا ليلي ليل ولا نهاري نهار، من كثرة التفكير الذي سيطر على حياتي، لا أعلم هل سبب الضيق والخوف وعدم التقبل هو تجاربي السابقة التي انتهت بالفشل، أو أنه فعلاً هذا ليس بنصيبي؟! محتارة جداً، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أرجوكم؛ ليس لي سواكم وأثق جداً بكم، فساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والاستقرار، وأن يجمع بينك وبين الشاب – الدكتور المذكور – بالحلال، وأن يُحقق لكم السعادة والآمال.

هذا الشاب الذي وُصف بأنه خلوق ومحافظ وميسور الحال، وفيه موصفات جيدة لا تُعوض، ننصحك بألَّا تفرطي فيه، واعلمي أن هذه المواصفات العالية الغالية قلَّ أن تُوجد، ونزيد عليها كونه من نفس المجال ونفس التخصص، هذا ممَّا يعين على مزيد من التوافق والنجاح في حياتكما الأسرية بحول الله وقوته.

ما حصل بعد ذلك من تغيُّر في الوقت المتأخر، هو أمرٌ ينبغي أن تتعوذي بالله فيه من الشيطان، وتجتهدي في قراءة الرقية الشرعية على نفسك، وحصّني نفسك بأذكار الصباح والمساء، وتجاوزي هذا الضيق الذي لا مبرّر له، واعلمي أنك ما ينبغي أن تفرطي في هذه الفرصة لأنها أكثر من غالية وأكثر من نادرة، ويكفي أن الرجل ينتظرك ويريد منك أن تفكري، ويريد منك أن تتأمّلي مثل هذه الأمور.

اعلمي أن العبرة في الرجل ليست في شكله، ولكن في رجولته وفي تحمُّله للمسؤولية وفي أخلاقه، وهذه أشرتِ بأنه في أعلى الرتب في هذه النواحي.

لا مانع من أن تُكرري الاستخارة، ولكن استشارتنا – والاستشارة أيضًا أمرها مهم – نحن نُشير عليك بأن تتمسّكي به، وتُكملي معه المشوار، وندعوك إلى قراءة الرقية الشرعية، والتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن شياطين الإنس والجن، ولا نريد لك أن تفرّطي في هذه الفرصة التي نحسبُ أنها أكثر من غالية ونادرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

أنت بحاجة إلى أن تُكثري من الدعاء والذكر والإنابة واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وركّزي على ما في الرجل المذكور من إيجابيات، وقد ذكرتِها، ثم إذا ظهرت لك السلبيات فثقي بأنك لن تجدي رجلاً على وجه هذه الأرض يخلو من النقائص والعيوب، كما أنك وكل النساء لستنَّ خاليات من النقائص والعيوب، فنحن بشر والنقص يُطاردُنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبينه على الخير، وهذه وصيتُنا لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً