السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعيش في بيئة ليست على قدر كبير من الالتزام؛ معروفة بالاختلاط بين العائلة بحجة "الأقارب"، فتنتشر بعض الأمور التي حذّر منها الدين، الحمد لله الذي هداني فتداركت نفسي مبكرًا، وأحاول إصلاح ذاتي وسترها منذ عدة سنوات، والاقتداء بسنة النبي الكريم.
كرهت الزواج بسبب مجتمعي، وتمسكت بالبقاء عانسًا، لكن مع الوقت أدركت خطئي، تبدلت حالي وصرت أدعو الله بالزوج الصالح بيقين عالٍ أنه لن يرد رجائي، وإن بدت السبل منعدمة.
قبل سنتين عاد عمي من غيابه مع زوجته، وكان أكثر صلاحًا، ولم أرَ السبب إلا هي وعائلتها، فقد تربت في بيت صالح، ارتحت معها منذ أول يوم، على عكس انطوائيتي ورهابي الاجتماعي؛ دخلت قلبي بيسر مدهش، وخففت غربتي.
حدثتني عن عائلتها، وعرفت صلاح بيئتها؛ فوالدها دارس للشريعة، ومنهم شقيق يصغرها تذكره نادرًا، في البداية كان كل شيء عاديًا، لكن بعد شهور خطرت لي فكرة: إن تزوجته سأحظى بالعائلة الصالحة كما حلمت! كانت الفكرة خافتة فردعتها خوفًا أن تكون من الشيطان وتناسيتها، لكن قبل أشهر لاحظت عند ذكره شعورًا غريبًا في صدري وتنبهًا في مسامعي، ومع ذلك بقي التناسي سهلًا.
قبل أربعة أشهر صارحتني زوجة عمي بأنها تتمنى تزويجي إياه! ظننتها تمزح لكنها بدت جادة، وكانت ستبين لي صفاته، لكن حديثنا انقطع ولم تذكر الأمر بعدها؛ ربما لالتماسها عندي عدم الاقتناع؛ لأني تظاهرت بالطبيعية، بدا الأمر مجرد رغبة منها، ولا أحد من عائلتها يعلم، حتى هو.
تناسيت الزواج منه ولم أعلم معنى أن يظهر هكذا، أكثرت الدعاء بالزوج الصالح دون أن أحدده؛ أخاف ألا يكون مناسبًا لي، فأنا لا أعلم عنه سوى القليل، ولم أره في حياتي، لا أدري مدى صلاحه، أو إن كان يفكر بالزواج أصلًا، ومهما كان، فلن أرضى بالزواج لمجرد الميل، ما لم يكن كفؤًا لتكوين أسرة سوية.
المشكلة أن رغبتي بالزواج كبرت، خاصة مع كثرة الضيق في بيتي العائلي المكتظ، والذي يعاني من الاختلاط اليومي بين أعمامي.
أتوق لعيش المودة تحت إطار الزواج، وأود الاستقرار، وصرت حين أجالس الصغار تتولد لدي رغبة بأن أكون أمًا، المعروف عندنا أن البنت تتزوج بعد العشرينات، وأني صغيرة على هذا التفكير، لكن عند عائلة زوجة عمي فهو أمر شائع.
أدعو الله أن يقرب زواجي منه إن كان فيه خير لي، والعكس إن كان فيه شر لي وينزع التفكير فيه من قلبي، فقد بات الأمر مشتتًا.
أريد معرفة لماذا مال قلبي هكذا؟ وهل هو ميل حقًا؟ ألأنه من عائلة صالحة أتمناها عكس عائلتي، أم لفراغ عاطفي؟ وما هي نصيحتكم في حالتي؟
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

