الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب المسلم القلق من مصير الكفار

السؤال

سؤال مهم جداً جداً
أريد أن أسأل سؤالا أرجوكم إجابتي عليه، يوجد في العالم ستة مليار من البشر تقريبا، فاذا فرضنا أن المسلمين منهم هم بحدود مليار شخص سيذهب معظمهم إلى الجنة إن شاء الله تعالى، فما هو مصير الآخرين، وهل سوف يدخلون جميعهم إلى النار، بموجب نص الآيات القرآنية باعتبارهم كفارا، وكيف سيحاسبون، أرجو منكم الإجابة على سؤالي الشبهة التي أرهقتني كثيرا وبشكل تفصيلي رجا،ً حيث إن الكثيرين يسألون نفس السؤال وخصوصا المسلمين الذين يسكنون في ديار الكفر ولا يلتزمون بالواجبات الشرعية ويقولون إذا ذهب هؤلاء (يقصد الكفار) جميعهم كما تقولون إلى جهنم فدعني أذهب معهم والعياذ بالله، علما بأنني سألت الكثير من العلماء الأجلاء بخصوص الموضوع وعندي إجابات إلا أنها غير متكاملة؟ مع الشكر الجزيل، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن جميع من بلغتهم رسالة الإسلام ولم يؤمنوا بها حتى ماتوا على الكفر سيخلدون في نار جهنم، ويدل لهذا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا {البينة:6}، وحديث مسلم: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. وراجع فيمن يحتمل عدم سماعه شيئاً عن الإسلام الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3191، 29368، 48406.

وعلى المسلمين الذين عرفوا الإسلام وعرفوا مصير هؤلاء الكفار أن يحولوا قلقهم من مصير الكفار إلى عمل مثمر يفيدهم ويفيد الكفار، فينشطوا في دعوتهم إلى الله وبيان محاسن الإسلام لهم ويحدثوهم عن حياة الآخرة وأهوالها ونعيمها، وأن الإسلام هو الحل الوحيد للظفر بالسعادة بها والأمن من العذاب، وأن يبينوا مثل ذلك لضعاف الإيمان الذين يقولون إذا ذهب هؤلاء إلى جهنم فدعني أذهب معهم.

وعليهم أن يستخدموا في ذلك ما تيسر من وسائل الإقناع العقلي والتأثير العاطفي، فيرغبوهم ويرهبوهم ويحاوروهم ويجادلوهم بالتي هي أحسن، ويصبروا عليهم ويدعوا لهم، ويرسلوا لهم رسائل مسموعة ومقروءة عبر وسائل الاتصال حتى يقرأها الواحد وهو منفرد بنفسه ويراجع نفسه في محتواها.

فإن أعظم ما يكسبه المسلم هو اهتداء شخص على يديه، كما في حديث البخاري: لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29369، 43329، 46212.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني