الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1512 [ 779 ] ومن حديث ابن عباس ، قالوا : يا رسول الله ! رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك كففت (وفي رواية : تكعكعت) فقال : إني رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا . ورأيت النار ، فلم أر كاليوم منظرا قط . ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا : بم ؟ يا رسول الله ! قال : بكفرهن قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط .

                                                                                              رواه البخاري (1052) ، ومسلم (907) ، وأبو داود (1181) ، والترمذي (560) ، والنسائي (3 \ 129) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وتكعكعت ; أي : أحجمت وجبنت ، يقال : تكعكع الرجل ، وتكاعى وكع كعوعا ; إذا أحجم وجبن ; قاله الهروي وغيره . قلت : وهو في هذا الحديث بمعنى : كففت ; كما قاله في الرواية الأخرى .

                                                                                              وقوله : ولقد مددت يدي ، إلى قوله : ثم بدا لي ألا أفعل ، وقع في رواية أخرى : فقصرت يدي عنه . ووجه الجمع : أنه لما تحقق أنه لا يناله ، بدا له فيما هم به ، فقصرت يده عنه ; أي : بصرفه إياها عن الأخذ . ويحتمل أن يريد أنه لم تلحقه يده ; لأنه مدخر ليوم الجزاء . وقد تقدم الكلام على بقية هذا الحديث فيما تقدم .




                                                                                              الخدمات العلمية