الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( النوع الرابع الخيل المسومة ) : ذهب بعضهم إلى أن الخيل المسومة هي الراعية . وهو مروي عن ابن عباس وعن سعيد بن جبير والربيع وغيرهم ، وقيل : هي المطهمة الحسان أو المعلمة بالألوان والشيات ، وقيل : المرسلة على القوم . فالأول من مادة السوم ، يقال : سام الدابة : رعاها ، وأسامها : أرعاها وأخرجها إلى المراعي . ومثلها سومها عند هؤلاء ، وفي سورة النحل : ومنه شجر فيه تسيمون [ 16 :10 ] قال ابن جرير : إن سوم بالتشديد غير مستفيض في كلامهم . ورجح أن المسومة بمعنى المعلمة . واستشهد له بقول النابغة :


                          بسمر كالقداح مسومات عليها معشر أشباه جن



                          وقال : إن معنى المطهمة والمعلمة والرائعة واحد ، أقول : وكل من الخيل الراعية التي تقتنى للتجارة والمطهمة التي يقتنيها الكبراء والأغنياء للمفاخرة من متاع الدنيا الذي يتنافس فيه . ومن الناس من يغلو في حب الخيل حتى يفوق عنده كل حب ، وقال بعض المفسرين : إن المسومة هنا هي التي ترصد للجهاد وهو قول لا يفيده اللفظ ولا يرضاه السياق .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية