الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12604 ( وأخبرنا ) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا إبراهيم ، عن مطر الوراق ورجل لم يسمه ، كلاهما عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيت عليا - رضي الله عنه - عند أحجار الزيت ، فقلت له : بأبي وأمي ما فعل أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - في حقكم أهل البيت من الخمس ؟ فقال علي - رضي الله عنه - : أما أبو بكر - رحمه الله - فلم يكن في زمانه أخماس ، وما كان فقد أوفاناه ، وأما عمر - رضي الله عنه - فلم يزل يعطيناه حتى جاءه مال السوس والأهواز - أو قال : الأهواز - أو قال : فارس - قال الشافعي : أنا أشك ، فقال في حديث مطر أو حديث الآخر ، فقال : في المسلمين خلة ، فإن أحببتم تركتم حقكم ، فجعلناه في خلة المسلمين ، حتى يأتينا مال ، فأوفيكم حقكم منه ، فقال العباس - رضي الله عنه - لعلي - رضي الله عنه - : لا تطمعه في حقنا ، فقلت له : يا أبا الفضل ، ألسنا أحق من أجاب أمير المؤمنين ، ورفع خلة المسلمين ، فتوفي عمر - رضي الله عنه - قبل أن يأتيه مال فيقضيناه . وقال الحكم في حديث مطر والآخر : إن عمر - رضي الله عنه - قال : لكم حق ، ولا يبلغ علمي إذا كثر أن يكون لكم كله ، فإن شئتم أعطيتكم منه بقدر ما أرى لكم ، فأبينا عليه إلا كله ، فأبى أن يعطينا كله . ( قال الشافعي ) : فيما لم أسمعه من أبي زكريا ، وقد روى الزهري عن ابن عباس ، عن عمر - رضي الله عنه - قريبا من هذا المعنى ، وذكره في القديم من حديث يونس عن الزهري .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية