الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                10972 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو الوليد الفقيه ، ح : وأنبأ أبو عبد الله الحافظ ، ثنا علي بن عيسى الحيري ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا زيد بن أسلم ، قال : رأيت شيخا بالإسكندرية يقال له : سرق فقلت له : ما هذا الاسم ؟ فقال : اسم سمانيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولن أدعه قلت : ولم سماك ؟ قال : قدمت المدينة ، فأخبرتهم أن مالي يقدم ، فبايعوني ، فاستهلكت أموالهم ، فأتوا بي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " أنت سرق " . فباعني بأربعة أبعرة ، قال : الغرماء للذي اشتراني ما تصنع به ؟ قال : أعتقه ، قالوا : فلسنا بأزهد في الأجر منك فأعتقوني بينهم ، وبقي اسمي .

                                                                                                                                                وبمعناه رواه عبد الرحمن ، وعبد الله ابنا زيد بن أسلم ، عن أبيهما أتم من ذلك في اشترائه من أعرابي ناقة واستهلاكه ثمنها . ورواه مسلم بن خالد الزنجي ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن البيلماني ، عن سرق ، قال : الإمام أحمد ، ورواه [ ص: 51 ] شيخنا في المستدرك فيما لم نقرأ عليه ، عن أبي بكر بن عتاب العبدي ، عن أبي قلابة ، عن عبد الصمد ، عن عبد الرحمن ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، قال : رأيت شيخا في الإسكندرية ، فذكره أتم من حديث ابن بشار .

                                                                                                                                                ومدار حديث سرق على هؤلاء ، وكلهم ليسوا بأقوياء ؛ عبد الرحمن بن عبد الله ، وابنا زيد ، وإن كان الحديث عن زيد ، عن ابن البيلماني فابن البيلماني ضعيف في الحديث ، وفي إجماع العلماء على خلافه - وهم لا يجمعون على ترك رواية ثابتة - دليل على ضعفه أو نسخه إن كان ثابتا ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية